هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

265: فليطمئنّوا… لن تكون حرب ولا فتنة ولا اقتتال

حلقة 265: فلْيَطْمَئنُّوا… لن تكون حربٌ ولا فتنةٌ ولا اقتـتال
(الجمعة 25 شباط 2005)

الخائفون من التغيير لأنه يؤدي الى الاقتتال الطائفي، فلْيطمئنوا: لن يحصل اقتتال.
الخائفون من التغيير لأنه يؤدي الى الحرب الأهلية من جديد، فلْيطمئنوا: لن تكون حرب أهلية.
الاقتتال ليس موجوداً إلاّ في خيال الذين يؤجِّجونه. والحرب الأهلية ليست موجودة إلاّ في نوايا الذين لا مبرر لبقائهم إلاّ بإذكاء الحرب الأهلية، لأنهم ولدوا من مكاسب الحرب وزعامات الزواريب وبابازات الميليشيات وتربعوا على زعاماتهم فوق جثث الأبرياء وآلاف الضحايا، ولا يعيشون إلا كالفطر الطفيليّ على حساب الجثث والأبرياء والضحايا.
إنّما… فليطمئنُّوا: شعب لبنان اليوم واحد موحَّد على صرخة الحرية، ولن يستطيع مغرضٌ أو مدسوسٌ أن يفرّق بين صفوف شعبنا، ولا أن يزرع فيه بذور الفتنة الطائفية أو السياسية أو المذهبية أو الفئوية أو الإيديولوجية.
شعب لبنان اليوم واقفٌ وجهاً واحداً الى فوق، الى التلة العالية فوق، يتطلّع صوب مطلع الشمس التي ستحمل إليه الحرية وتشرق عليه مع الفجر الذي بدأَ يطلُّ لا على تغييرٍ بل على التغيير المصيري.
الحرب الأهلية ليست إلاّ في خيال مخططيها. والاقتتال الطائفي والمذهبي ليس إلاّ في نوايا مَن مِن صالحهم أن يحصل الاقتتال.
شعبنا اليوم حزمةٌ واحدةٌ، ولن يستطيع أحدٌ تفكيكَ قضبانها لتكسيرها وإضعافها.
الحرب والاقتتال والفتنة، ظواهر لا تحصل إلاّ إذا كان لزعمائها أغنامٌ يسيرون على العمى وراء زعمائهم.
ولم يعد في شعبنا اليوم أغنامٌ يسيرون كما يسيّرُهم زعماؤُهم.
وما بقي اليوم من الأغنام الذين يسيَّرون بسهولة، لم يعودوا أكثريةً تشكل خطراً على السلْم والوعي، ولا بدَّ أن يستفيقوا على ضلال ما يقودهم إليه زعماءُ لا بقاء لهم إلاّ إذا كانوا يسيطرون على أغنامٍ مسيَّرين.
شعبنا اليوم واحد، موحَّدٌ، بجميع طوائفه التي توحِّد بينها طائفة واحدة: لبنان اللبناني.
شعبنا اليوم واحد، موحَّدٌ، بجميع مذاهبه التي يوحِّد بينها مذهب واحد: لبنان اللبناني.
شعبنا اليوم واحد، موحَّدٌ، بجميع مناطقه التي توحِّد بينها منطقة واحدة: لبنان اللبناني.
بهذه الحزمة القوية يواجه شعبُنا كل محاولات التفرقة.
فلْيطمَئنَّ الخائفون من التغيير، هؤلاء الذين ليس لهم في الواقع إلا خوفٌ واحد: خوف على مصالحهم ومواقعهم.
وشعبنا بات واعياً كل المصالح، ولن يقبل بعد اليوم إلاّ بمصلحة واحدة: لبنان اللبناني.