هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

262: حين يقف الشعب بين الحزن والغضب

الحلقة 262: حين يقف الشعب بين الحزن والغضب
(الثلثاء 22 شباط 2005)

ما زال الحزنُ يلُفُّ الشعب، يلُفّ الوطن، ويحفر جرحاً قد لا يندمل في القريب الآتي.
الحزن، هذا السكين الصامت الذي يهدر في القلب، في الشرايين، في الأعصاب.
واليوم، يقف شعبُنا على الحد الحادّ بين الحزن والغضب.
الحزن على المصير الذي آل إليه لبنان، والغضب على المسؤولين عن بلوغ لبنان هذا المصير.
الشعب يصرخ بين الحزن والغضب، فمن يسمع صرخة الشعب؟
والشعب يشعر أنّ معظم المسؤولين لا يسمعون، وإذا سمعوا لا يسمعون، فمن يسمع صرخة الشعب؟
والشعب يعرف أنه غارق في عصر من الفساد والإهمال، ويصرخ يصرخ، فمن يسمع صرخة الشعب؟
صحيحٌ أن في بعض شعبنا مثالبَ ومخالفاتٍ ولا مسؤوليّة وتقصيراً في بعض سلوكه المدني أو الوطني، لكنّ هذا البعض يخالف ويثالب ويتصرف بـلامسؤوليةٍ لأنه لا يخشى هيبة الدولة التي عوّدت الشعب على غياب هيبتها، ويصرخ الشعب من غياب السمْع المسؤول، فمن يسمع صرخة الشعب؟
إن الشعب الذي يعي تقصير دولته، يخفّف من واجباته تجاهها ويطالبها بحقوقه منها قبل تسديده واجباته لها، ويصرخ يصرخ، فمن يسمع صرخة الشعب؟
أصعب الغضب، ذاك الذي يأتي من الحزن، لأن الحزن يتحوّل دافعاً أقوى الى غضب أقوى.
والشعب الذي ينشحن بالغضب الآتي من الحزن، يصبح غضبه بركاناً مرشَّحاً للانفجار في أية لحظة يطيح بها كل ما وكل من، كحمم البركان التي تنفجر فلا تعود تجري في سياق محدّدٍ ولا في مجرى محصور.
وشعبنا اليوم يلفّه الخوف على مصير مجهول يُحزنه فيحوّل حزنه غضب.
ويا ويلَ البلد الذي يأتي عليه زمنٌ، يقف فيه الشعب على الحد الفاصل، بين الحزن والغضب.