هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

240: لهذه الأسباب تغيب سلة المهملات من مطار بيروت

الْحلقة 240: لِهذه الأسباب تغيب سلة الْمهمَلات من مطار بيروت
(الْجمعة 14 كانون الثاني 2005)

بعد إذاعة حلقة الاثنين، مطلع هذا الأُسبوع، حول غياب سلّة الْمهمَلات من قاعة انتظار الواصلين في مطار بيروت، اتّصل بي عددٌ من الْمواطنين يؤكِّدون على هذا الأَمر الذي رواه لي مواطن لبناني عن هذا الْموضوع، ويستغربون فعلاً غياب سلة الْمهملات من تلك القاعة الفسيحة الكبرى في الْمطار، مع تأكيدهم على نظافتها اللافتة.
ولكن، كذلك، اتّصل بي مسؤول كبير في الْمطار يُوضِحُ لي أنّ لغياب سلّة الْمهمَلات من تلك القاعة في الْمطار سبباً إدارياً لا تريد الإدارةُ توضيحَه علناً، لكنه يتعلّق بإجراءاتٍ معيَّنة تّتخذها الإدارة وتراها ضروريةً لذاك السبب الذي لا تُريد إعلانَه. وتسهيلاً لأُمور الْمواطنين والْمسافرين والواصلين، وضعَت سلالَ نُفايات خارج تلك القاعة، عند مدخل الْمطار حيث تقف سيارات التاكسي.
طبعاً، لن نكون فُضوليين، ولا تنظيريين، ولا منتقدين مَجّانيين أُموراً تعرف إدارةٌ معيَّنة لِماذا اتّخذتْها ولأيّ هدَف.
ولكنَّ عدم الفضول شيء، والتساؤُل الذي يطرحه الْمواطنون أمرٌ آخَر. وإذا لَم يكن من دليل على سلة الْمهملات في القاعة الوسيعة النظيفة، فليس كذلك من رمزٍ فيها يشير الى وجود سلال الْمُهمَلات في مكانٍ آخَر، أُسوةً برموز الهاتف والْمغاسل والْحمامات.
وإذا كان لإدارة الْمطار أسبابُها الْخاصة في حجب سلال الْمهمَلات عن قواعدِ أعمدة القاعة وعن جوانب الْمقاعد وعن الزوايا الظاهرة، فلِماذا لا تُسَيِّرُ إدارةُ الْمطارِ دورياتِ زبائل راجلةً يَحمل خلالَها موظفو النظافة سلالاً صغيرةً يَمُرّون بِها بين الْموجودين لالتقاط ما في أيديهم من نُفايات، أُسوةً بغارسونية الكوكتيلات يَجولون بين الْحاضرين يَجمعون ما في أيديهم من كؤوسٍ وأكواب فارغة وبقايا أوراق أو حَلويات أو أطعمة.
مرّةً أُخرى، لا نريد التدخُّل في قرارات إدارة الْمطار التي نَحترم قراراتِها والأسبابَ التي وراء قراراتها. ولكنّنا جميعَنا نسافر ونَمُرُّ في مطارات العالَم، حتى في الْمدن والعواصم الأكثرِ تشدُّداً وقلَقاً واحترازاً وإجراءات، ولَم نَجد في مطارٍ واحدٍ منها قاعةً متروكةً من دون سلال نفايات.
وأوجعُ الأسئلة، ما يكونُ الْجوابُ عنها سُؤالاً على سُؤال.