هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

209: أكياس الزبائل أشدّ فتكاً من محتوياتها

الحلقة 209: أكياس الزبائل أشَدُّ فتكاً من مُحتوياتها
(الخميس 2 كانون الأول 2004)

بعد حلقة الاثنين هذا الأسبوع عن أكياس الزبائل ورميها خارج الْمستوعبات، اتصلَت بي سيّدة لبنانيةٌ جامعية تلفتني، مشكورةً، الى أمرٍ متّصل بهذه الأكياس في السوبرماركات والْمحال التجارية. فأكياس النايلون البلاستيكية التي تعطى للزبائن كي يحملوا أغراضهم هي مادةٌ غيرُ قابلةٍ للتفتت والانحلال والتلف، لا مع مرور الوقت ولا حتى بإحراقها، بل تبقى وقتاً طويلاً في التربة أو البحر وتفرزُ سموماً قاتلة.
وأخبرتني هذه السيّدة الثقيفة أنها في فيينا وبرلين لم تُعْطَ في الْمحالّ التجارية أو السوبرماركات إلاّ أكياساً ورقيةً لسهولة تَحلُّلها وتفتّتِها وتلفها، ولاحظت على أكياس النايلون البلاستيكية عبارة “تستعمل للنُّفايات فقط” أي لوضعها لاحقاً في مستوعبات النُّفايات المخصصة لإتلافها بطرق علمية.
واقترحت هذه السيّدة، كما شاهدَت في الْخارج، أن يدفع الْمستهلك ثمن أكياس النايلون البلاستيكية إذا أصرّ عليها، وإلاّ فليحمل مشترياته في أكياس ورقيةٍ مُقَواةٍ ذاتِ مسكتين تسهيلاً لحملها، وأن تفرض الحكومة على المحال جميعها توزيع هذه الأكياس الورقية عوض أكياس النايلون البلاستيكية التي هي أرخص على التجار من أكياس الورق لكنها أشد ضرراً على البيئة وتؤذي التربة والمياه والبيئة لزمن طويل.
بلى: البيئة الصحية ليست تنظيف الشوارع من الورق اليابس، بل التنبُّه الى ما يؤذي البيئة اليوم وما يحميها في المستقبل. هكذا تتصرف الدولُ التي تعرف شو يعني البيئة فتُنشئُ بالفعل والحزم والحسم، لا بالديكور الإسمي، وزارةً للبيئة.