هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

208: المازوت بين الأخضر المسموح والأحمر الفتّاك

الحلقة 208: الْمازوت بين الأخضر الْمسموح والأحمر الفتّاك
(الأربعاء 1 كانون الأول 2004)

شُكراً لدولتنا الشوساء على تثبيتها سعرَ الْمازوت، أحمرِه وأخضرِه، إذا ثبُت أنها ستثْبت إمكانها بتثبيت الثابت. غير أن دولتنا الشوساء، بِجعْلِها الفارق بين الْمازوت الأحمر والْمازوت الأخضر ألف ليرة لبنانية، شجّعت الْمواطنين على اعتماد الْمازوت الأحمر في مصانعهم وبيوتهم، لكنها كذلك شجعت سائقي التاكسيات والباصات على اعتماد هذا الْمازوت الأحمر الذي سعره أخفّ لكنّ ضرره أقوى.
فالْمازوت الأخضر، الْمعتَمَد عالَمياً بِمواصفاتٍ مُحدَّدة تتفق وسلامة البيئة، هو الذي يَجب اعتماده في السيارات، لأن هذه، بالمازوت الأخضر، لا ترشُّ الْموت الأسود حين تسير على الطرقات، بينما السيارات التي تعتمد الْمازوت الأحمر، الْمشرَّع رسمياً من دولتنا الشوساء، تسير على طرقاتنا بوقاحة عوادمها التي تضخ وراءها الدخان الأسود القاتل فتؤذي ركاب السيارات وسكان الأبنية الْمحيطة والْمشاة على الطرقات.
والْموت الناشبُ براثنَه في الدخان الأسود من الْمازوت الأحمر، لا يفرّق بين سيارة تاكسي صغيرة أو سيارة باص متوسط ذي مقاعد مُحددة أو شاحنة تسير في طلعة تتطلّب قوةَ دفعٍ يترجمها مُحرك الشاحنة بضخ الدخان الأسود خلفها مئات الأمتار يتنشّقه من يسير وراء الشاحنة التي سمحت لها دولتنا الشوساء باستعمال المازوت الأحمر.
نفهم أن يستعملَ المازوتَ الأحمرَ سكانُ البيوت للتدفئة فيتصاعد الدخان الأسود من المداخن العلية، وأصحاب المصانعِ والمعاملِ الموجودة إجمالاً في مناطق صناعية. أما ألاّ تردع الدولةُ السياراتِ والباصاتِ والشاحناتِ عن استعمال المازوت الأحمر الذي يرش الموت الأسود في الدخان الأسود، فمخالفةٌ بيئية قاتلة لم تردعْها، بعد، حكومةُ المازوت الأحمر.