هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

191: مؤسسة الكهرباء والضمير المسؤول

الحلقة 191: مؤسسة الكهرباء والضمير المسؤول
(الاثنين 8 تشرين الثاني 2004)

بعد أقلّ من نصف ساعة على بث حلقة “نقطه عَ الحرف” نهار الأربعاء الماضي وكان عنوانُها “شركة الكهرباء بين التقتير والتعتير وسلخ الفواتير”، اتّصلت صبيّة من دائرة العلاقات العامة في مؤسسة كهرباء لبنان، أبلغتني، باسم المدير العام كمال حايك، أن أعطيها تفاصيل أكثر عن المشكلة التي اعترضتني، وهي تسجيل رقم على الفاتورة يزيد بكثيرٍ عن الرقم الحالي في عدّاد الساعة.
استمهلتُ الصبيّة ريثما تكون الفاتورة أمامي فأعطيها التفاصيل، وغرقتُ في انشغالات النهار الطويلة والكثيرة، فإذا بالصبية تعيد الاتصال بعد الظهر، وأيضاً بتكليفٍ من المدير العام كمال حايك، تستفسر عن التفاصيل. أخجلني هذا الأمر بقدْرما افرحني أن يهتمّ مدير عام بشأن مؤسسته على هذا الشكل المسؤول.
وفي اليوم التالي، صباح الخميس، أعطيت الصبيّة تفاصيل الفاتورة، فأبلغتني في النهار نفسه أن المدير العام أوعز الى الدائرة المختصة للتحقق من الأمر ورفع تقرير إليه حول هذا الموضوع.
أفتح هامشاً هنا للأصدقاء المستمعين مواطنين ومسؤولين ممن اعتادوا أن يسمعوا في “نقطه ع الحرف” نقداً قاسياً لما تراه عيني من شواذات ومثالب، فألفت الجميع الى أنّ هذه الحلقة اليومية ليست فقط للنق والنقد السلبي، بل أيضاً للإضاءة على الإيْجابيات حين ترى العين ما يستوجب ذكرُه إيْجاباً، كما جرى مع المدير العام كمال حايك، وهو على رأس مؤسسة يضجُّ الناس منها ومن مشاكلها، وقد لا تكون جميع تلك المشاكل إدارية بل سياسية أو اقتصادية وهذا لا دخل فيه للمسار الإداري.
لذا، أرفع تحيةً الى كمال حايك، الذي لا أعرفه، والى كل كمال حايك مسؤول في مؤسسة عامة أو دائرة حكومية، يبادر فوراً الى إصلاح خلل إداري يعرف عنه من مواطن أو وسيلة إعلامية، فلنا من هؤلاء الشباب المديرين العامين، وأنا أعرف بعضهم في دوائرنا الرسمية اليوم، وهم مستعدون للتحرك فورما يأتيهم خبرٌ يعيد الى الأذهان صورة الدولة المترهلة الهرمة.
ولنا في كمال حايك، وكل كمال حايك دينامي متحرك ذس ضمير مسؤول، أمل كبيرٌ بالتعويض على ما خلّفه “بيت بو سياسه” من تعتير في مفاصل الدولة، منذ نصف قرن حتى اليوم.