هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

163: برشلونة 8: مرة أخرى ينوب لبنان عن كل العرب

الحلقة 163: انطباعات من برشلونة (الْجزء الثامن والأخير):
مرةً أخرى ينوب لبنان عن كل العرب
(الأربعاء 29 أيلول 2004)

انتهى مؤتمر “أبْجدياتٌ جديدةٌ لِجهالاتٍ جديدة – نتعلّم كيف نعيش معاً في زمن الْعَولَمَة” الذي انعقد هنا في برشلونه، ولم تشارِك فيه لَجنةٌ واحدةٌ من لِجان الأونسكو الوطنية العربية، وهي دُعيَت جميعاً الى الْمشاركة، مثلما دُعِيَتْ لَجنتنا الوطنية اللبنانية.
ومع أنّ الْمغرب تَمثَّلَ بوزيرة الْجاليات الْمغربية في الْخارج الدكتورة نُزهة الشقروني، واعتبر الْمنظّمون أن محمد أركون يُمثّل الْجزائر مع أنه فرنسي الْجنسية والكتابة والإقامة، فلم تتمثّل الْمنطقة العربية إلاّ بالْحضور اللبناني الذي تَمظهر في ثلاثة أشكال:
– مشاركاتٌ في النقاش بعد كل جلسة للأمينة العامة للجنة الأونسكو الوطنية اللبنانية السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، وعضو اللجنة الوطنية اللبنانية الدكتورة زهيدة درويش جبور.
– محاضرةُ رئيس الْمجلس الدولي للعدالة ونائب رئيس لَجنة جنوب أفريقيا للحقيقة والْمصالَحة البروفسور ألكْس بورينraine وفيها أورد مقاطع من جبران في “النبي” عن الْمحبة والتسامح والتعامل مع الآخَر.
– مصادفةُ اليوم الأخير من الْمؤتمر ما تسميه منظمة الأونسكو “اليوم العالَمي للأبْجَدة”، وهو يأخذنا الى الأبْجدية، والأَبْجديةُ تأْخُذُنا الى مبدعها قدموس ابن صور الذي انطلق بها من شط بيبلوس، جبيلِنا العريقة في التاريْخ، كما حرصتُ على ذكر ذلك في مطالعتي خلال إحدى جلسات الْمؤتمر.
وبذلك يكون لبنان، عبر لَجنته الوطنية للأونسكو، عوّض عن غياب اللجان الوطنية العربية، كعادة لبنان أن يَحمل الكثير عن العرب وملايينهم الواسعة وكيلومتراتهم الشاسعة، ويعوّض عنهم لا بمساحته الضئيلة ودولته القليلة بل بِجودته الْجليلة.
لبنان… لبنان… ويسألون بعدُ، كيف هو الوطن الأُعجوبة؟
الله… الله… يا زغيّر ووسع الدني… يا وطني.
كنتُم معي، الأُسبوع الْماضي وهذا الأُسبوع، ثماني حلقات من برشلونه، ألتقيكم في بيروت.