هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

144: ضريبة شرعية على “السنوبيسم” اللبناني

الحلقة 144: ضريبة شرعية على “السنوبيسم” اللبناني
(الخميس 2 أيلول 2004)

تَحدّثتُ أمس عن البطر الذي يعتري شعبنا باستخدامه الأجنبية دون العربية في لافتاته وإعلاناته، وهو صورةٌ عن البطر الذي يعتريه في استخدامه لغاتٍ ثلاثاً في جملةٍ واحدةٍ من ثلاث كلمات، فيقول مثلاً: “Hi، كيفك، Ça va”؟ وهي ثلاث كلماتٍ إنكليزية ولبنانية وفرنسية في عبارة واحدة من ثلاث كلمات.
هذا البطر، المعروف عالَمياً بالـ”سنوبيسم”، يتميّز به اللبناني في سلوكه وكلامه وادّعاءاته الفهم والثقافة والتعلُّم فيعُجُّ مجتمعُنا بِهذا الزيف الذي يستخدمه معظم مواطنينا قناعاً اجتماعياً لازماً.
وما دام هذا السنوبيسم رائِجاً في لبنان، فلماذا لا تستغلُّه الدولة كي تزيدَ من مدخولها وتخفف بعضاً من الضرائب المباشرة على المواطنين الكادحين؟
والفكرة هي هذه. المعروف أن اللبناني يدفع مبلغاً باهظاً أحياناً ليحصل على رقمٍ مُميز لسيارته أو لِهاتفه الخلوي. والمعروف أنّ الولايات المتحدة تسمح للمواطن أن يكون لوحة سيارته مُميَّزة فيدفع رسماً سنوياً باهظاً مقابل أن تكون لوحته بالرقم الذي يشاء المواطن أو يكتب عليها أية كلمة يشاء لا تتجاوز عدداً معيّناً من الأحرف.
فلماذا لا تستغلّ الدولة خرعة “السنوبيسم” اللبناني، وتفتح المجال أمام المواطنين الأشاوس بأن يَختاروا أيّ كلمة يريدون للوحة سيارتهم، ضمن القانون المسموح به، مقابل أن يدفعوا رسماً سنوياً باهظاً لقاء ذلك؟
إني واثق أنّ آلاف اللبنانيين سيهرعون إلى تغيير لوحات سياراتهم، تَجاوباً مع خرعة السنوبيسم التي تلفحهم، فينشرحون هم، وتنشرح دائرة الميكانيك بِمدخول باهظ، ليس ضريبةً مباشرة، لكنه في الواقع مدخول ضريبي شرعي على “سنوبيسم” المواطن اللبناني.