هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

143:هذه الإعلانات واليافظات والعناوين بالأجنبية، لماذا ولمن؟

الحلقة 143: هذه الإعلانات واليافطات والعناوين بالأجنبية… لِماذا ولِمَن؟
(الأربعاء 1 أيلول 2004)

أفهم أن يكون لبنانُ متعدِّد اللغات، واللبنانيون يتقنون اثنتين على الأقل غيرَ لغتهم الأُم.
وأفهم أن يكون الأجنبي في لبنان لا يشعر بالغربة لتمكُّنه من الاستفسار أو الاستدلال بسهولة فلا يضيع.
ولكنني لا أفهم كيف مصبغةٌ في رأْس الجرد لافتتها بالأجنبية دون العربية. فلماذا؟ ولِمن؟
ولا أفهم كيف دكانةٌ في ضيعة نائية تصبح سوبر ماركت أو ميني ماركت، واللافتة فوق بابها مكتوبة بالأجنبية دون العربية؟ فلماذا؟ ولِمن؟
ولا أفهم كيفُ اللافتاتُ الإعلانيةُ الكبرى في الشوارع الكبرى عن مغنين ومغنياتٍ لبنانيين، يغنّون في مقاهٍ وملاهٍ ومطاعمَ وفنادقَ لبنانية، لِجمهور لبنانيٍّ وعربي، والأسماء مكتوبةٌ بالأجنبية، فلماذا؟ ولِمن؟ طالما الأجانب لن يحضروا هذه الحفلات العامرة ولن يفهموا ما فيها؟
طوال أسفاري إلى أوروبا وأميركا، لم أجد لافتةً واحدةً مكتوبةً بلغةٍ أخرى غيرِ لغة البلاد، وإذا حصل، تكون بعدها، أو قبلها، أو بِموازاتِها، لغة البلاد.
أما أن تصبح لافتاتنا وإعلاناتُنا بالجنبية دون العربية، فهذا بطَرٌ غيرُ مبرَّر، يَجعل الأجنبي يسخر منا ولو ان هذا مؤاتٍ له، لأنه يعرف أن اللغة هي اللسان، والبلاد التي تغترب عن لسانها تغترب عن هويتها.
ولا اقول هذا تعصباً للغة العربيةن بل تعصُّباً للّسان اللبناني، لأن لغة الاستعمال هي اللسان، واللسان هو الهوية، ويا تعس بلادٍ تتخلى عن هويتها، لأنها تتخلى عن جذورها وجذوعها ووجهها ولسانها، وما أتعس شعباً بدون جذور وبدون جذوعٍ وبدون وجه وبدون لسان.