هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

127: الأوركسترا السمفونية اللبنانية: نصرٌ جديدٌ من بعلبك

الحلقة 127: الأوركسترا السمفونية اللبنانية: نصرٌ جديدٌ من بعلبك
(الثلثاء 10 آب 2004)

أن يتوقَّف أوجين كوهْن مساء أول أمس الأحد، عن قيادة الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية، عازفةً للكبير بلاسيدو دومنغو في أمسيته البعلبكية الرائعة، فيدعو رئيس الأوركسترا ورئيس الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد غلمية، وسط عاصفةٍ من التصفيق، الى قيادة الأوركسترا لدومنغو في مقطوعة إنترميتزو، فليس نصراً لوليد غلمية وحسْب، يسجّل في خانة نَجاحاته، بل نصرٌ لأوركسترانا السمفونية الوطنية التي لأجلها وقف بلاسيدو دومنغو على أدراج جوبيتر شاكراً رئيس الْجمهورية على حضوره، ومهنّئاً إياه على الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية لِما تتمتّع به من تقنية عالية.
وكان أوجين كوهْن، قائد أوركسترا بلاسيدو دومنغو، أشاد للصحافة قبل أيام ببراعة الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية وطواعيّتها واحترافيتها العالية.
هذا النصر الْجديد من بعلبك لأوركسترانا السمفونية الوطنية اللبنانية، يضاف الى تصاريحَ مُماثلةٍ قال بِها آلان باريس، حين حلّ في بيروت قائد أوركسترا ضيفاً على قيادة أوركسترانا في كنيسة الْجامعة اليسوعية في الشتاء الْماضي، وصرّح أنه قائد أوركسترات واحدٍ وخمسين بلداً في العالَم، ووجد أن الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية هي بين أفضلها على الإطلاق، يَجعل الكلام العالَمي على أوركسترانا اللبنانية من وزن عالَمي، هي التي باتت فعلاً من مستوى عالَمي رغم سنواتها الْخمس الضئيلة منذ تأسيسها سنة 2000.
اليوم، بعد هذه التصريْحات العالية والْمسؤولة، يبدو واضحاً أكثرَ كلامُنا على دأْب وليد غلمية في صقل هذه الأوركسترا، وفي تأسيس جمهور كلاسيكي لبناني، أو، تدقيقاً وإنصافاً، توسيع جمهور كلاسيكي لبناني ظل يدمن أمسيات الأوركسترا في بيروت، حتى لَحق بِها الى بعلبك، إيْماناً منه بأنه أمام أوركسترا لبنانية عالية من مستوى عالَمي عالٍ.
فالتحية مُجدداً الى أوركسترانا، والى أبيها وليد غلمية، والى لَجنة مهرجانات بعلبك باستعادتها لأدراج بعلبك مستواها العالَمي، والتحية دائماً لِجمهورنا اللبناني الْحقيقي الذي يَملأ مدرجاً من خمسة آلاف مقعد ليحضر موسيقى كلاسيكية، دلالةَ أنَّ في لبنانَ جمهوراً ثقيفاً لكنه كان مَحروماً من الأعمال الفنية العالية، حتى إذا تقدَّم له الفن العالي، أقبل عليه كثيفاً، فأعاد للبنان هويةَ تصديره الفنَّ العالي الذي كم كان منشأه لبنان.