هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

120: كيف سكت الوالد أمام أسئلة ولده الجامعي

الحلقة 120 – كيف سكت الوالد أمام أسئلة ولده الْجامعي
(الْجمعة 30 تموز 2004)

ظلَّ يَشحَن ابنَهُ طفلاً معلوماتٍ مغريةً عن وطنه الأصلي لبنان، حتى شبَّ الصغير وبات فتىً تَخَرَّج في أيار الْماضي من جامعته، وكانت هديةُ الوالد الى ابنه الشاب زيارةً في مطلع هذا الشهر، تموز، الى وطنه الأصلي لبنان، كانت الأولى للفتى الأجنبي الْمولد الى وطن أبيه اللبناني.
غير أن الوالد اللبناني الْمعتزَّ بوطنه الْمُمَيَّز وبابنه الْخرّيج الْجامعي، لم يتوقّع أن تَجْلُدَهُ أسئلةُ ابنه الْخرّيج عن وطنه الْمميَّز.
قال الشاب لأبيه: “لِماذا لا تقفُ هذه السيارات على الضوء الأحْمر وتظلُّ تمشي متلاحقة”؟
قال الشاب لأبيه: “كيف تقف هذه السيارة هنا تحت إشارة ممنوع الوقوف وهذا الشرطي يمر حدَّها ولا ينظم بها محضر ضبط بل يَمُجُّ سيجارته ويلعب بالسبحة بين يديه ويتحدث بالخلوي”؟
قال الشاب لأبيه: “لِماذا لا يتقيدُ السائقون في بلدكم بإشارات تَحديد السرعة؟ ألا يَخشَون شرطة السير أو رادار ضبط السرعة؟ ومَن يضبطُ الْمخالفات على هذه الطرقات الفالتة”؟
قال الشاب لأبيه: “لِماذا معظم الطرقات في بلدكم مليئة بالْحُفَر والأخاديد والتضاريس ورُقَع أَسوأَ من حُفَر، ولا تبادر دولتكم الى تعبيد الطرقات، العامة على الأقل، وجميع طرقات بلدكم العامة لا تساوي جُزءاً من طول طرقات مدينةٍ كبرى في بلادنا هناك”؟
قال الشاب لأبيه: “لِماذا الناس في بَلدُكم لا يرتدعون عن رمي النُّفايات من نوافذ السيارات على الطرقات العامة، ولا يَخافون من رمي أكياس النفايات في الزوايا ونواصي الطرقات والأرصفة وحفافي الشوارع، وليس مَن يردعهم وليس مَن يُحاسبُهم”؟
قال الشاب لأبيه: “هل يدرس اللبنانيون في الْمدارس والْجامعات واجبات الْمواطن تجاه دولتهم، وواجبات الدولة تجاه مواطنيها”؟
قال الشاب لأبيه: “هل هذا هو البلد الذي لم تنفَكَّ تُحدِّثُني عنه منذ طفولتي”؟
قال الشاب لأبيه: “متى موعدُ إقلاع طائرة العودة من بلادك يا أبي، الى بلاديَ التي أَشعرُ فيها هناك بِهيبة الدولة”؟