هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

100: بعد غدٍ 4 تموز: 92 شمعة لسعيد عقل

الحلقة 100: بعد غدٍ 4 تموز: 92 شمعة لسعيد عقل
الْجمعة 2 تَموز 2004

من أصغى إليه في قصر الأونسكو مساء الثلثاء هذا الأُسبوع، ملكاً على منصة جامعة AUST، أذهله هذا الصفاء الذهنيُّ العجيب، وهذا التسلسلُ في الأفكار طوال خمس وسبعين دقيقة، كأنه في أول ربيعه النضر وذاكرته النضرة وعافيته النضرة. وإنه لكذلك، والْحمد لله، وأُعجوبيّته أنه كذلك.
وحين تَحلّق الْجميع في قصر الأونسكو، حول قالب الْحلوى أعدّته AUST احتفاء بِعيد مولده بعد يومين، كان في عينيه فرحٌ طفوليٌ رائعُ البراءة، وفي يده الْملوّحةِ شكراً غبطةُ الأب الروحي السعيدِ بعائلةٍ له على امتداد الوطن.
وما أسعدَه، هذا الوطن، بعافية سعيد عقل الْجسدية والذهنية والفكرية، ليظل لنا في لبنان جبل نلجأُ إليه، وزيتونة مباركةٌ نفيءُ إليه نتقي الريح والبرد والعطش.
بعد غدٍ، الأحد، 4 تموز: عيد ميلاده الثاني والتسعون.
اثنتان وتسعون شمعة، سنضيئُها حوله، نَجلِس إليه، ونعنو لديه كنسّاك حول كاهن الْمعبد، هو العرّاف الذي جعل لبنان وطناً يُحبّه أبناؤُه الْمتنوّرون، ويتمنّاه غير أبنائه الْمتنوّرين. أما ضعاف النفوس فسوف يلفحهم مسُّ الإيمان حين يعون لبنان سعيد عقل، لبنان الذي وعاه كبار علماء العالم، لبنان الذي قال فيه الْمؤرخ الفرنسي غبريال هانوتو: “إن لم يكن لبنان أعلى جبل في الْجغرافيا، فهو حتماً أعلى قمة في التاريخ”، لبنان الذي قال فيه الْمؤرخ بول موران: “ذات يوم، كانت صيدا وصور كل تاريخ العالم”، لبنان الذي قال فيه العالم الألماني أندريه غيغر: “إن جمال البارثنون أقلُّ، بِما لا يُقاس، من جمال بعلبك الْمَهيب”، لبنان الذي هكذا تعلّمناه ونتعلّمه كل يوم من سعيد عقل.
بعد غدٍ، الأحد 4 تموز، عيد ميلاد سعيد عقل الثاني والتسعون.
أعطه يا ربّ عمراً مديداً بعد، أعطه من أعمارنا نَحن الذين رصدوا أعمارهم على لبنان اللبناني، لبنان الْحقيقي، لبنان الوطن الفريد بين الأوطان، لبنان سعيد عقل.
بعد غدٍ، الأحد 4 تموز، عيد ميلاد سعيد عقل الثاني والتسعون.
اثنان وتسعون عاماً، ولينعقد زهر اللوز في ربيع الْمواسم، وليكلل بنضارة الربيع الدائم، هامةَ هذا اللبنان الأٌعجوبي الذي اسمه الْحقيقي: سعيد عقل.