هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

63: المتحف البحري المُـهـمَـل في صور

الحلقة 63: الْمتحف البحري الْمُهمَل في صور
(الأربعاء 12 أيار 2004)

تَحدّثتُ أمس عن الإهمال الفاحش اللاحق بآثار صور. واليوم إهمالٌ آخر لاحق بالْمتحف البحري فيها.
ففي صور طبيبُ أسنانٍ بارعٌ توصَّل في تقويم الأسنان الى تسجيل اختراعٍ في ألْمانيا والولايات الْمتحدة، هو الدكتور الشاب جمال يونس.
هذه مهنتُه. أما هوايتُه فالبحر والغوص والغطس حتى الأعماق الْمخيفة. ومن ثِمار هوايتِه، إنشاؤُه في صور قبل ثلاث سنوات متحفاً للحياة البحرية، بات اليوم يَضُمُّ نَحو ألفِ نَموذجٍ من أندرِ أنواعِ الْحيوانات البحرية من طيور وسلاحف ومرجان وأصداف نادرة وأسماك عُمق وأسماك قرش ومئات أنواع الأسماك النادرة، وثلاثينَ نوعاً من نُجوم البحر وسرطانات البحر، الى نَحو مئة نوعٍ من الْحيوانات البرية بين زواحفَ وقوارضَ وطيور. وجميعها مَحشورةٌ في مكان ضيّقٍ على قد الْحال.
جمال يونس قام وحده بهذا العمل. لم يطلب ولا يريد مساعدةً مالية من أحد. وإنما لا مرجع رسمياً سانده أو ساعده أو اهتَمّ له ولو تشجيعاً. فلا السلطة الْمحلية سهّلت أموره بِمَنحه مكاناً لائقاً للمتحف، مع أن مسؤولاً رسمياً كان اقترح له ساحةً مؤاتية على البحر لكنّ الاقتراح نام في الدهاليز، ولا السلطة الْمركزية من سياحيةٍ وثقافيةٍ وإعلاميةٍ تلحظ هذا الْمتحف في الواحات السياحية أو الثقافية في لبنان أو تضيء عليه إعلامياً كأثر فريد من صنع فردٍ في لبنان.
قبل أسابيع وردت الى الدكتور جمال يونس رسالةٌ من مدير الْمتحف البحري في موناكو يهنّئه على هذا الإنْجاز الفريد عن الْحياة البحرية في الأبيض الْمتوسط الذي يهتم به متحف موناكو، وعرض على جمال يونس كلَّ دعمٍ له بطريقة العرض والْمحافظة على الْحيوانات الْمحنّطة.
مدير الْمتحف البحري في موناكو، يا ليته يعلم أن الذي ينقص عندنا هو دعم هذا الْمتحف. أما التحنيط فعندنا منه الكثير، وربما نبُزّ العالم كلَّه بِما عندنا في مواقع الْمسؤولية من مواهبَ مُحنَّطة.