هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

54: لوحات السيارات يُخالف قانونَها أبناء البَكَوات

الحلقة 54: لوحات السيارات يُخالف قانونـَـها أبناءُ البَـكـَـوات
(الخميس 28 نيسان 2004)

عندما صدر قانون توحيد لوحات السيارات، استبشرنا خيراً بِحزم الدولة على توحيد منظر كان في الفترة الأخيرة بلغ حد الفوضى والاشمئزاز من سيارات لبنانية اللوحات، وكلُّ لوحةٍ فيها بشكلٍ أو زيٍّ أو حجم.
وجاء توحيد اللوحات يضعنا على مستوى واحد من الرقي، مع دولٍ تَحترم نفسَها، وفيها لوحات السيارات موحّدة الرموز والأشكال والألوان، فلا تفرقة بين سيارة وأخرى، ليس فيها ناس بسمنة وناس بزيت، أو سيارة ابن ست وسيارة ابن جارية.
غير أن فرحتنا لم تكتمل، ولا يبدو حتى الآن أنها ستكتمل، لأننا لا نزال نرى على طرقاتنا سياراتٍ تَحمل اللوحات السوداء القديمة، وتتجوّل بكل اعتزازٍ، لا يهابُ أصحابها أو سائقوها توقيفهم أو تنظيمَ مَحضر ضبطٍ بهم. والسبب؟ السبب واضح: فإما هي سيارة ذات ثلاثة أرقام، وفهمكم كفاية، أو ذات رقم ذهبي مميز ذي أحرف بارزة كبيرة نافرة، وفهمكم كفاية، أو انها تحمل على اللوحة القديمة السوداء لوحة أخرى صغيرة زرقاء، وطبعاً فهمكم كفاية.
و”فهمكم كفاية” أيضاً: لماذا لا يعمد شرطي السير الى توقيف هذه السيارات وتنظيم محضر ضبط بها، فهو من جهةٍ لا يتمتّع بالكثير من الشخصية الْمحتمية بالقانون، ومن جهةٍ أخرى يعرف أن ورقة الضبط ستُمَزَّق، أو أنه سيستدعى الى الدائرة وينال حصته من البهدلة والتأنيب والتوبيخ، لأنه أوقف سيارةً تَخص هذا البيك أو هذا الخواجة أو هذا الْمفترض فيه أنه حامي التشريع والقانون والنظام.
وطالما لا يزال أبناء البكوات عندنا يخالفون قانون لوحات السيارات، فسوف نظل نشعر أننا في عصر قَبَلي عشائري، القانون فيه يطال الشعب الْمغلوب على أمره، ولا يطال أبناء البكوات، وهذا واحدٌ من أسباب هجرة شبابنا الى دوَلٍ ليس في نظامها قانون يستثني من تطبيقه أبناءَ البكوات.