هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

504: … ومن لبنان واشنطن: مي الريحاني

… ومن لبنان واشنطن: مي الريحاني
السبت 7 تموز 2007
– 504 –
لا نزال، كلما اشتدَّت الظلمة في النفق اللبناني الداخلي، نرى إلى الضوء خارج الوطن، إلى عالم واسع يشعّ فيه لبنانيون مبدعون يعوّضون لنا عن خيباتنا هنا من سياسيين أوصلونا إلى عتمة النفق، فنرنو إلى فرحنا هناك بمبدعينا ونغتبط بهم.
من ديترويت جاءنا الأسبوع الماضي نجاح مقطوعة اللبناني بشارة الخوري الكلاسيكية “دموع وأمل” عزفتها أوركسترا ديترويت السمفونية وكانت موضوعة أصلاً لتعزفها الأوركسترا السمفونية في قلب نيويورك حيث وقعت كارثة 11 أيلول.
ومن بلجيكا جاءنا خبر حلول اللبناني عبدالرحمن الباشا ضيف الشرف في “مهرجان والوني” الموسيقي 2007 (لمرور نصف قرن على تأسيسه في مقاطعة والوني الألمانية) ليعزف في سبع حفلات تشكِّل عصب هذا المهرجان الدولي الشهير.
ومن باريس جاءنا خبر اختيار منظمة الأونسكو عاصمتَنا بيروت “عاصمة عالمية للكتاب 2009″ كـ”صاحبة أفضل برنامج في مدينة لتنمية الكتاب والقراءة” ما يُعيد لبيروت وهجاً ثقافياً لها طمسه “بيت بو سياسة” عندنا بتشرذُمهم الشخصاني.
ومن واشنطن جاءنا خبر اختيار الشاعرة اللبنانية مي الريحاني، كبيرة نواب رئيس “الأكاديميا الأميركية للإنماء التربوي”، للسفر إلى المملكة العربية السعودية ووضع مخطط مشترك بين الأكاديميا ووزارة التربية هناك لبرنامج الإصلاح التربوي في المملكة.
وكانت مي الريحاني، قبل أشهر، أصدرت كتابها المرجعي “الوفاء بالوعد: خمس فوائد لتعليم البنات في المرحلة الثانوية”، وترأَّست، بناءً عليه، ورشة عمل في مؤتمر بالتيمور السنوي (نظَّمتْها دائرة “دراسات التربية الدولية المقارنة”) حول تضييق الهامش بين تدريس الصبيان والبنات في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. وفي السياق نفسه، لمناسبة “يوم المرأة العالمي”، حاضرت في واشنطن عن أهمية إنجازات المرأة، بدعوة من “جمعية التنمية الدولية”. كما كانت لها، حول كتابها، محاضرة في جامعة ميريلاند استقطبت عدداً غفيراً من الاختصاصيين في شؤون التربية والتعليم والأكاديميا، وتحدثت عنها الصحافة الأميركية المتخصصة.
وقبل أيام استدعتها منظمة الأمم المتحدة إلى نيويورك حيث تَمَّ انتخابُها عضواً في المجلس الاستشاري الجديد لـ”هيئة تعليم الفتيات”، وهي لجنة تأسست ببادرة من الأمين العام السابق كوفي أنان.
وحالياً تعمل مي الريحاني على مشروعين كبيرين، الأول: برنامج تربوي يكفل توزيع 20 ألف منحة مدرسية عام 2007 تُموّلُها “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” وتذهب إلى الفتيات في 15 دولة أفريقية (بينها كينيا وتنزانيا وأوغندا وإثيوبيا ورواندا والكونغو وبوروندي والنيجر)، والآخر برنامج رحلات تربوية تنموية إلى المغرب وغينيا وقطر بتكليف من “الأكاديميا الأميركية للإنماء التربوي” كي تعمل مع الوزارات المختصة في تلك البلدان على إصلاح مناهجها التربوية الحالية.
كل هذه “الورشة الريحانية” لا تعيقها عن العمل الدائب على تنمية حركة “من أجل لبنان” التي أطلقتها في أيار الماضي من واشنطن، وقالت يومها في حفلة الافتتاح: “يغبطني أن أكون مواطنة عالمية من لبنان، أحمل حنيني إلى وطني في حيثما أكون، والى حيثما أسافر، ويبقى هذا الحنين يشدّني إلى أرضي الأولى، أرضي الأم لبنان، وأنتظر فرصة تتيح لي العمل في وطني على ما أقوم به في أوطان الآخرين”.
هذا الكلام، من الشاعرة اللبنانية مي الريحاني التي تلفُّ العالم بخبرتها الإنمائية التربوية، يضاف إلى ما لا تنفكّ مي تردده بأنّ حلمها الأكبر هو رجوعُها إلى شرفة الفريكة، بيتها الأول، لتخدم وطنها بما اكتنَزتْه في واشنطن طوال ثلث قرن من خبرة تنوي وضعها في خدمة التربية والتعليم أمام جيل لبنان الجديد المتطلّع إلى تنمية لبنان الثقافي التربوي الفكري الإبداعي.
هذا اللبنان الثقافي الآتي إلينا من مي الريحاني في واشنطن، متى نستقبله؟