هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

362: جائزة عالمية جديدة للبنان: ناديا الجردي نويهض

السبت 26 حزيران 2004
-362-
صباحَ أمس الجمعة وصلَت الى اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو (بيروت) رسالة إلكترونية من مونْتْسيرّا مارتِل (الأمينة العامة لجائزة سيمون بوليفار الدولية) تُعْلِنُ للّجنة الوطنية (وبرسالة مماثلة الى سفيرة لبنان في باريس سميرة الضاهر) فوزَ الأديبة اللبنانية ناديا الجردي نويهض بـ”جائزة سيمون بوليفار الدولية” كما أصدرتْها لجنة الجائزة أول أمس (الخميس 24 الجاري).
وبحسب الرسالة، ستسافر الأديبة اللبنانية الى مقرّ منظمة الأونسكو (باريس) كي تتسلّم الجائزة نهار 24 تموز المقبل (تاريخ ولادة بوليفار: 1723-1830) وهي تُعطى (مرة كل عامين) لِمَن “ينشُر تعاليم بوليفار حول مبادئ الحرية والاستقلال وكرامة الشعوب”، الثالوث الذي تَمَكّن به بوليفار من تحرير بلاده حتى سُمّي “الْمُحَرِّر”.
وكم يغبطنا أن تكون أديبتُنا اللبنانية ناديا الجردي نويهض وضعَت قبل سنواتٍ كتابها الشهير “الْمُحَرِّر” (عن بوليفار وتعاليمه ومبادئه) بعدما أمضت مغتربةً مع زوجها الشيخ عارف نويهض عشر سنوات في فنزويلا. على أنّها، بما سوى ذلك، تبشّر في كتبها المتتالية بحقوق الإنسان وحقوق المرأة (وهي أسّست الكثير من الجمعيات النسائية والخيرية، منها “جمعية سيّدات رأس المتن” التي نادت بها رئيسة فخرية مدى الحياة) وبشّرت في مؤلفاتها بالحرية الفردية وكرامة المرأة ونضالها لبلوغ حضورها في المجتمع سواسيةً مع الرجل (وهي عضو كذلك في المجلس النسائي اللبناني) كما عالَجَت في قصصها وكتاباتها ومقالاتها القيم الإنسانية النبيلة والفضائل السامية. وظل هاجسها الأكبر تربية البنات والبنين على مبادئ الخير والجمال والتنشئة الصالحة، منذ كتابها الأول “قناديل” (طبْعتُهُ الأولى عن “دار النهار” في أواخر السبعينات) الى الأحدث: “وسام الجرح” (مجموعة قصص تنضح بالبطولة والشهامة والنبل في سبيل الوطن والإنسان)، مروراً بموسوعتها الشهيرة “نساءٌ من بلادي” (مَسْح معمّق لمجموعة نساء ذوات بصمة في مجتمعاتهنّ) وموسوعتها التقميشية المعروفة “كلماتٌ من ذهَب” (مئات الأقوال المختارة في مواضيع مختلفة).
وفوز ناديا نويهض بـ”جائزة سيمون بوليفار” (في دورتها التاسعة هذا العام منذ إنشائها عام 1983 بقرار من المكتب التنفيذي للأونسكو في دورته الـ105 وباقتراح وتمويل من حكومة فنزويلاّ) هو فوزٌ مُشَرِّفٌ يضع لبنان أيضاً وأيضاً في مرتبةٍ عالمية جديدةٍ مشرّفة، خصوصاً متى علِمنا مَن نال هذه الجائزة قبل لبنان: عام 1983 ملك أسبانيا خوان كارلوس الأول ورئيس جنوبي أفريقيا نلسون مانديلاّ، وعام 1990 فاكلاف هافيل رئيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا، وعام 1992 أُونْغ سان سْوُو كْيي (حاملة جائزة نوبل للسلام عام 1991) ويوليوس نييريري رئيس جمهورية تانزانيا، وعام 1998 ماريوس سواريس رئيس جمهورية البرتغال والكاتب ميلاد حنّا عضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر، وعام 2000 صموئيل رُويث غارثيا أسقف شياباس (المكسيك) وخوليو سانغينيتي رئيس جمهورية الأوروغواي.
بلى: بعد هؤلاء الكبار يفوز لبنان بهذه الجائزة العالمية الكبرى، بفضل أديبتنا ناديا الجردي نويهض، وبعد فرز آلاف طلبات الترشيح الواردة الى مقر منظمة الأونسكو في باريس من اللجان الوطنية في جميع أقطار العالم وخضوع الطلبات للجنة تحكيمية من سبعة أعضاء (خمسة من مختلف أنحاء العالم، وسادس تسميه حكومة فنْزويلاّ، وسابع يسميه المدير العام للأونسكو)، ولهذه البادرة مدلول مزدوج: أنّ لبنان ما زال يتصدّر بوادر الإبداع في العالم، وأنّ أدبنا اللبناني ما زال يتوهّج في عافية رائعة. ناديا الجردي نويهض: ننحني على شيخوختك الفاضلة، ونَبُوس يدَك المباركَةَ التي خطّت أدباً في لبنان أَوصَلَ لبنان، أيضاً وأيضاً، الى العالمية.