هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

314: رئيس بلدية محطة بحمدون بوليس سير

السبت 19 تَموز 2003
– 4 1 3 –
الذي يَمشي طوال السهرة في شوارع بْحمدون ويبقى حتى لا يعود فيها سوى أنوار الْمصابيح وحدها تضيء أرصفة خالية ومَحالَّ أقفلت أبوابَها مع آخر ساعات الليل، والذي يفاجئُ العمال فجراً يتفقدهم ليتأكد من تنظيفهم الشوارع والأرصفة، والذي مراراً وهو يَمشي ينحني ليلتقط ورقة أو قشرة فاكهة أو تنكة عصير فارغة يضعها في أقرب مستودع نفايات أخضر على خصر عمود، والذي يَحمل جهازاً لاسلكياً يُخاطب به أحداً بين الْحين والآخر يعطيه تعليمات أو يستعجله الْحضور الى الْمكان أو يَحمل جهازه اللاسلكي الى أذن وجهازه الْخلوي الى الأذن الأُخرى يعطي بِهما توجيهاته أو يتلقى معلومة، والذي حين يزدحم السير “يرتَجل” دور بوليس سير فيساعد في حلحلة الازدحام وتوجيه السيارات والْمشاة، والذي يتفقَّد واجهات الْمحال نظافةً وهندسةً وترتيباً فيدخل الْمحل يستفسر ويوجِّه ويساعد، والذي يَمنع الدراجات الْهوائية عن الرصيف بين الْمارة خوف اصطدامها بطفل أو حبلى أو عجوز، والذي لَجمَ رعونة السائقين قيادةً هوجاء أو زعيقاً مزعجاً أو تَجاوزات أخلاقية، والذي حال دون انفلات مكبرات الصوت من الْمطاعم والْمقاهي بزعيق يزعج الْمارة والْمصطافين، والذي ساعد مرةً شباب الصليب الأحمر بنقل عجوز الى الْحمالة كي يسرعوا في إنقاذها، والذي يساير الأطفال والعمال والسياح والْمصطافين والْمارة ليطمئن الى راحتهم وهناءتِهم وتَمَتُّعِهم بوقت سائغ من دون إزعاج ومضايقات في الشارع أو الْمحال التجارية أو البلدة، والذي يدخل مكاتب الاستقبال في الفنادق يستفسر عن راحة النّزلاء ويعرض التسهيلات لِمن يَحتاجُها، والذي يسهر على نظافة مداخل الْمطاعم وخلُوَّها من ركن السيارات فتبقى لائقة باستقبال روادها تشجيعاً للدورة الاقتصادية في الصيف، والذي يدقِّق في واجهات الأبنية ويوسّع مواقف السيارات، والذي يَخاله الكثيرون لا ينام لأنه آخر مغادري الشارع وأول الوافدين فيه، … هؤلاء جَميعاً ليسوا “الذين” بصيغة الكثرة، بل “هم” فرد واحد بصيغة الْجمع اسْمه قسطا أبو رجيلي رئيس بلدية مَحطة بـحمدون.
هذا الذي جعل شارعها الرئيس (دون الكيلومترين) واحة مكتنِزة بِما رسّخها اليوم “جنةً حقيقيةً” من زوغة نور وجَمال، والذي زرع فيها هذا الصيف “سوقَ مُجوهرات” مذهلَ الْجمال والأناقة والْمستوى، والذي يؤْمن أن “الصيف موسم صداقة” وأن “اللطافة لَها عدوى”، ويردد لسامعيه بتأَثُّر أن “مَحطة بـحمدون ظَلَّ قلبها 15 سنة يدمع حزناً، وها هي منذ 5 سنوات تدمع فرحاً”، والذي يدخل البيوت والْمحالّ ليتأكد من قيام البلدية بواجباتِها فيطالب لَها بِحقوقها حتى بلغَ نسبةَ 93 بالْمئة جبايةَ رسوم، والذي وزّع عناصر الأمن والْحماية فأتاح الأمان للمصارف والْمؤسسات ليلاً نَهاراً، والذي يَهتمُّ بالبيئة جُزءاً رئيساً من ترغيب السياح والْمصطافين الْخليجيين الضيوف بريادة مَحطة بـحمدون، والذي يرمّم الْحجر ويؤهّل البشر على الْحضارة والعمران، والذي رفض عرضاً بالعودة الى أعماله الناجحة في الولايات الْمتحدة مفضِّلاً خدمة بلدته مَحطة بـحمدون، … هذا الـ”قسطا أبو رجيلي”، الْمُؤْمن بلبنان اللبناني، ليس هديةً لِمَحطة بحمدون وحدها بل هدية لكل لبنان.