هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

217: لبناني إلى جائزة نوبل

6 أيلول 2001
– 217 –
هذا الأحد (9 أيلول) تشهد ميونيخ حدثاً دولياً غير عادي : المؤتمر الدولي لتطبيق النيوترونات. وقد لا يكون الموضوع يعنينا مباشرة، لولا أن فيه لبنانياً يشارك في اكتشاف له جديد، سيطرحه في مُحاضرة (بالألمانية) حددت له إدارة المؤتمر وقتها بأربع ساعات (ثلاث لطرح الموضوع، وساعة واحدة لِمناقشته مع الحضور).
وإذا الحدث، في ذاته، مهم لميونيخ، فهو على جانب دولي من الأهمية بالنسبة للبنان، الذي يدخل العالمية هذه المرة من باب جديد : الفيزياء النووية.
هذا اللبناني المشارك هو العالم البروفسور سليم مراد (ابن عاليه) الذي بات له الآن في ألمانيا 42 سنة، باحثاً ومنقباً وأستاذاً جامعياً وصاحب اكتشافات. واكتشافه الجديد هو الآتي : إيجاد ثابتة امتصاص للمواد المعروفة وغير المعروفة، بطريقة جديدة غير المتبعة حتى اليوم في التصوير النيوتروني. فالمعروف أن هذا التصوير تلزم لتنفيذه معرفة 8 تفاعلات علمية. اللبناني سليم مراد تمكن، عبر اشتغاله على النيوترونات السريعة، من اكتشاف طريقة لا تتطلب إلا تفاعلاً علمياً واحداً يختصر الثمانية السابقة (بمعرفة سماكة المعدن أو المادة)، مما يجعل التصوير أسرع وأفعل. بمعنى آخر : التسوير النيتروني حتى اليوم كان مثلاً يبلغ العظم (في التصوير الشعاعي المعروف) بينما بطريقة سليم مراد بات التصوير يبلغ النخاع العظمي الداخلي (وهذا يحصل في العلم للمرة الأولى، وهنا أهمية اكتشافه).
المشاركون في المؤتمر، حتى عشية إقفال باب الاشتراك، بلغوا 1970 مشاركاً من أوروبا والولايات المتحدة واليابان، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ هذا المؤتمر العالمي والصعب والدقيق، يتم فيها قبول لبناني أو شرق أوسطي لتقديم محاضرته ومناقشة نظريته العلمية أما حفل علماء هو الأعلى مستوى علمياً في العالم.
إلى أهمية الاكتشاف العلمي، ثمّة أهمية ثانية كبرى : كل من يقبل له هذا المؤتمر بالذات محاضرته عن اكتشافه، يصبح اكتشافه تلقائياً مرشحاً لنيل جائزة نوبل للفيزياء. وبالتالي، فسليم مراد، بدءاً من 9 أيلول الجاري، سيكون مرشحاً لنوبل الفيزياء.
دون هذا الفوز ثلاث عقبات يفندها العالم اللبناني كالآتي: 1) العنصرية الألمانية (فهو لبناني المولد ولو كان ألماني الجنسية)، 2) المنافسة العلمية بين العلماء بحسب الاسم والجنس واللون (الإسم عربي واللون غير أوروبي)، 3) اللوبي اليهودي الذي يسعى دائماً (وغالباً ينجح) في الحيلولة دون وصول لبناني أو عربي إلى هذه الجائزة العلمية العالمية الكبرى (معظم العلماء الذين نالوا العلم كانوا ألمانيين يهوداً أو دعمهم اليهود).
سليم مراد (سجل حتى اليوم 74 اختراعاً علمياً في دائرة تسجيل الاختراعات في ميونيخ) يتقدّم صوب أعلى منبر علمي عالمي، حاملاً معه اعتزازه بلبنانية قد تكون (أمام الصلف اليهودي والعهر الإسرائيلي) عائقاً دون بلوغه هذا المنبر، لكنه، وهو يغادر عاليه قبل أيام للسفر إلى المؤتمر، ابتسم وقال: “هويتي اللبنانية هي جائزتي الكبرى التي لا تعوضها لي أية جائزة”. قالها في ثقة، مع أنه كان هنا في عاليه، طوال كل ما حدث في لبنان خلال آب الماضي.