هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

80: هل نحن على مستوى التهيؤ؟

الخميس 7 كانون الثاني 1999
– 80 –
أما والعالم ابتدأ، فالاستحقاق ابتدأ. وباتت 1999 معياراً “ثقافياً” لنا كي نثبت أننا على حجم اختيار بيروتنا الغالية “عاصمة ثقافية عربية”.
غير حافز يدفعنا إلى الرهبة: لبنانياً، تتطلّع الآمال إلى الحدث فرصة لنا كي ننشب على الخارطة الثقافية في قوّة ومستوى. عربياً، ترمقنا الأبصار كي يأتي التحضير على حجم أن تكون التظاهرة في لبنان (تالية تونس والشرقة في العامين الماضيين). عالمياً ترنو إلينا من بعيد أنظار من يحتفلون في فايمار (ألمانيا) عاصمة أوروبا الثقافية (تالية سالونيك وستوكهولم في العامين الماضيين).
وغير معيار يدفعنا إلى مضاعفة الجهود. لبنانياً، ثمّة مشككون (وقد يكونون على حق، بحسب تجاربهم السابقة) لفقدان إيمانهم بأن تحتوي التحضيرات “الرسمية” هذه الظاهرة على المستوى المطلوب فلا تقع في “التنظيرات” من جهة، وفي “التنفيعات” من أخرى. عربياً، من المفترض أن تستضيف بيروت أعمالاً إبداعية عربية ممتازة تنطلق إلى الجمهور اللبناني (محلياً) فالعربي (فضائياً) فالعالمي (تغطية إعلامية). عالمياً، سيقارن المتتبعون بين مشهد فايمار الثقافي (مستقطباً نتاجاً إبداعياً من كل أوروبا، يفتتح عروضه- الجمعة 19 شباط المقبل- الرئيس الألماني رومان هيرتزوغ نيابة عن رؤساء أوروبا، كي يعطي التظاهرة وزناً رسمياً على مستواها الأعلى)، وبين مشهد بيروت الثقافي (المفترض أنه مستقطب نتاجاً إبداعياً عربياً هو زبدة نخبوية من أفضل المهيأ).
فَـ…هل نحن على مستوى التهيؤ؟ وهل البرامج التي في الإدراج وعلى الورق، واعية هذا التحدّي الذي يرنو إلينا لبنانياً وعربياً وعالمياً؟
نتجاوز التوجّه بالاستفسار من وزارة الثقافة عمّا يتهيأ فيها وما تتوقع أن يتاح (يتاح؟) لها من ميزانية تحترم الحدث ولا تهمّشه، إلى الاستفسار من المبدعين اللبنانيين (محلياً)، والعرب (ضيوف التظاهرة عندنا) عما يهيؤونه مما هو (أو المفترض أن يكون) أفضل ما لديهم من نتاج شعري وأدبي وفكري وتشكيلي وموسيقي ومسرحي ومشهدي لتكون 1999 سنتهم جميعاً على خارطة الإبداع.
لبنان نقطة الضوء الثقافية هذا العام عن كل المنطقة. وألمانيا عن كلّ أوروبا.
ها هو لبنان، ثقافياً، وجهاً لوجه مع ألمانيا! إنها الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر بسهولة، متيحة هذا المعيار لاحتكاك حضورنا الثقافي بإبداع العالم الذي سيقارن ويستنتج.
مبدعينا… هذه فرصتكم. فتفضلوا.