هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

74: لوحة السيارات لا يقنعنا الجديد

الخميس 26 تشرين الثاني 1998
– 74 –
لم نفهم، بالضبط، ما كان الداعي إلى تغيير لوحات السيارات، إذا كان لا بدّ من إعادة تنظيم الترقيم على أساس المناطق والمحافظات، كما المتبع في كلّ دول العالم، تسهيلاً للمعاملات.
نحن مع عصرنة الترقيم، وقد نكون مع تغيير نوع اللوحة، إنّما لا بهذا الشكل الضحل الهذيل الذي طلع به علينا مصمموه والنافذون.
ونوع اللوحة التي كنّا نستخدمها، لا يشكو من شكل ولا من تصميم، إلاّ التجاوزات التي أخذ البعض يضيفها إلى الشكل العام على هواهم، وما أرخص هواهم في هذا التلاعب، إن هو إلاّ للتشاوف ورغبة المخالفة من أجل لفت النظر.
عدا ذلك، فاللوحة التي ألفناها، بالزفت الأسود والأرقام والحروف النافرة، جميلة الشكل والتصميم، وذات ثقل في المنظر والنوعية.
أما اللوحة الجديدة، فلا شكل جميلاً لها، ولا تصميم فيه ذوق، ولا نوعية ذات ركزة.
قطعة من التنك، لا تلبث أن تنكسر أو تنطعج عند أول حصاة تضرب بها، في تصميم لا ذوق فيه يبرر مساحة الأبيض الأفقية متجانبة مع مساحة أزرق عمودية، وأرزة صغيرة (غير خضراء) خجلة وسط الأزرق ليست أكبر من مساحة رأس البرغي الذي يثبّت اللوحة على السيارة.
إذا كان فعلاً لا بدّ من تغيير نوعية اللوحة وتصميمها، فلماذا لم يعهد المعنيون بذلك إلى الاختصايين في التصميم، وعندنا منهم مبدعون حقاً، ليخرجوا من حصيلة النماذج المقدمة بالنموذج الأفضل ذوقاً وتصميماً ونوعية وشكلاً ومادة تدوم.
أما استبدالنا بالنموذج القديم هذا الجديد الذي يصدم العين والذوق، عدا كونه خفيف المادة شحيحها، فتراجع إلى الوراء في الشكل، لا يتماشى مطلقاً مع الخطوة الممتازة في إعادة الترقيم التي كانت ضرورية لإنقاذنا من التخبط في سبعة أرقام طويلة مملّة.
و… إسوة بِمشروع البطاقة الانتخابية الذي بوشر ثمّ ألغي، ومثله مشروع بطاقة الهوية، فليعمد المعنيون إلى إلغاء هذه اللوحة البشعة عن سياراتنا، وليباشروا نماذج جديدة تتمتع بالحد الأدنى من الذوق والجمال. وإلاّ فليظل الزفت الأسود في لوحاتنا، يحمل ذوقاً أكثر من أي لون.