هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

70: العاصمة مزدهرة

الجمعة 30 تشرين الأول 1998
– 70 –
تزدحم في بيروت، هذه الأيام ومنذ فترة غير طويلة، سلسلة من المؤتمرات والندوات والحلقات العلمية والاقتصادية، منها القانوني (اتحاد المحامين العرب)، ومنها الطبي (طب القلق المفتوح، طب الجلد)، ومنها الحياتي (المياه)، منها المالي والمصرفي،…
ويكون أن المشاركين، وبعض المشاركين في الأعداد لهذه التظاهرات، عرب أو أوروبيون.
وفي هذه الظاهرة ما فيها من مؤشر مهمّ لعودة بيروت إلى بيروت ما قبل 1975، بل أفضل وأهم: بعدما باتت بيروت تتمتع ببنية تحتية ووسائل اتصال ومواصلات لن تتأخر حتَّى تصبح جميعها قريباً مضاهية ما في عواصم العالم الأول.
وإذ نغتبط لما تشهده بيروتنا الحبيبة من ضيوف وموضعات، تبقى التظاهرات الثقافية الكبرى هي المفقودة “الرسمية” في ما تشهد عاصمتنا من مواعيد عربية وعالمية.
وإذا تلك التظاهرات العلمية من إعداد هيئات أكاديمية أو شبه رسمية، فمعظم ما نشهده من تظاهرات ثقافية هي الأخرى من إعداد هيئات ثقافية أو فكرية، وبعضها يجري “بالتعاون” مع وزارة الثقافة عندنا. حتَّى ندوة الأخطل الصغير قبل أيام، نظّمتها مؤسسة البابطين “بالتعاون” مع وزارة الثقافة. حتَّى ذكرى نزار قباني (هذا المساء) نظمتها حلقة الحوار الثقافي “بالتعاون” مع وزارة الثقافة.
وإننا، إذ نقدّر لوزارة الثقافة جهدها بـ”الممكن” مما أعطي لها، ونحيّي نواياها المخلصة في التعاون مع كل عمل ثقافي، إعداداً أو إسهاماً أو مساهمات مادية تشجيعية، نتطلّع، في الحكومة المقبلة الأولى من العهد الجديد، إلى وزارة للثقافة لا تكون ثانوية، ولا تعتبر “من الوزارات المنشأة حديثاً” والتي تشكل “عبثاً على الخزينة”، كما يصرح بعض المسؤولين.
إن وزارة للثقافة، بموازنة محترمة، يحوّلها وزيرها ورشة ثقافة، تضاهي أية ورشة لأية وزارة معتبرة أساسية و”للخدمات”. وأية خدمة للبنان، بعد، أهم من ورشة ثقافية تعيد لبنان إلى الخارطة الثقافية العالمية، وخصوصاً أننا عشية “بيروت عاصمة ثقافية عربية لسنة 1999؟”.
بلى: وزير للثقافة ابن وسطها، ووزارة للثقافة بموازنة لائقة، وتعود بيروت إلى العالم لا “أم الشرائع” وحسب، بل… “أم الثقافات”.