هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

57: القلعة الدهرية والألق الذي اشتاقته

الخميس 30 تَموز 1998
– 57 –
… ومن بعلبك (“أزرار”- 56) إلى بيبلوس.
من جديد تضاء القلعة الدهرية هذا المساء، ويعود إلى حجارتها الألق التاريخي الذي اشتاقته.
هذه الليلة يعود إلى ضخامة إنتاجه المعهود روميو لَحّود الذي كم رسم في ليالي مهرجاناتنا لوناً وضوءاً وأنغومات حياة.
يعود بنسخة جديدة (نصاً وحوارات وألحاناً وأغنيات) من واحد بين أجمل أعماله وأنجحها وأكثرها التصاقاً بنوستالجيا الحنين إلى الرجوع وغمرة الوطن في القلب والبال والحنايا.
الليلة تعود “ياسمين” إلى بيتها العتيق (ومن فيه من حنين روميو إلى حبالين)، إلى بابه والجرة والمردكوشة وحوض الزهر وتلك الحيطان الناطرة رجوع الصبية التي أخذها البحر والعمر والبعيد.
الليلة تعود إلى أرجاء القلعة مسرحية من خزانتنا اللبنانية النقية، مع عناصر واثقة نقية: ماغي بدوي، أسعد رشدان، بول سليمان، جوزف أبو خليل، والرقص سامي خوري، والألحان إيلي شويري وموسيقى بوغوص جلاليان.
وتعود بابو لَحّود لتخرج من بين أناملها، تحت أضواء القلعة وعلى أجساد الخيالات المتمايلة، أزياء الجماليا التي اعتدناها معها والتي غدت مع بابو قصائد ألوان وخطوط وذائقة عذبة.
والليلة تعود سلوى القطريب، سلوى القامة الفنية النقية المرصودة على الأعمال النخبوية، سلوى الصوت، الذي يغيب مخمله عنّا ليعود إلينا مخملاً أكثر، في بيبلوس “ياسمين” روميو لَحّود الذي نفرح له ومعه، هو الذي كم أهدانا الفرح.
وما أجملها إطلالة مع “ياسمين” تنزل من المركب العتيق، على رصيف أعتق ميناء في الدينا، لتطأ أرض وطنها في عودة نضرع أن تكون نهائية، إلى الوطن الذي لا ينقذنا من أعدائه سوى تعلّقنا به موطئاً نهائياً لمستقبلنا وما فيه من أحلام.