هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

11-10-9: لبناننا الأرزة والكتاب

الثلثاء 22 تشرين الأول 1996
– 9 –
السبت الماضي أزيحت الستارة عن “أرزة لامرتين” في ساحة لامرتين، وسط غابة الأرز.
وشهد سفير فرنسا ستاراً ينزاح عن أول شجرة منحوتة في لبنان، مهداة إلى شاعر فرنسا الذي أحب لبنان، وكم رد له محبته لبنان. وسمع السفير أن لبنان يَحفظ الوفاء لِمن يحبونه، وسحفظ نقيضه أيضاً: الغضب على من لا يضمرون للبنان الوفاء.
“لجنة أصدقاء غابة الأرز”، في خطتها لإنقاذ أرزتنا الدهريات، قامت بعمل نبيل تستحق عليه شكر اللبنانيين الذين هلعوا ذات فترة من أن تجتاح السوسة جذوع أرزهم.
وإزميل رودي رحمة، الشاعر كما قلمه الشاعر، عرى “أرزة لامرتين” من قشرتها المهترئة، فبان عريها نقياً مقدساً جميلاً يوحي أكثر فأكثر بجمال التي “ارتفعت كالأرز في لبنان”، وببهاء في لبنان شامخة القوام”.
السبت الماضي، أزيحت ستارة عن قصيدة منحوتة في شجرة هي تاج لبنان.
شكراً لرودي رحمة، و”لجنة أصدقاء غابة الأرز” على إعادة البهاء إلى رمزنا/البهاء.

-10-
في احتفال أرزة لامرتين، كان كزافييه دوبويير شديد التأثر في كلمته (باسم بيار شارل كريغ رئيس وكالة “المدى الأخضر”) لأنه يتكلّم تحت ظلال الأرز، واستشهد بأقوال عن الأرز من لامرتين (كائنات إلهية بصورة أشجار”)، وجبران (أنت ورقة في غابة أرز الرب”)، وحزقيال (الأرزة شجرة الله”)، وجوزف شامي (“العمالقة الدهريون”)، وداود عمون (“يا بني أمي…”)، وناديا تويني (“أحبك كما أتنفس، أنت القصيدة الأولى”).
ها هي ذي فرنسا تستشهد بكبارنا وكبارنا عن الأرز.
غبطة للبنان، تمحو الكثير من غبار الدخان الأسود الذي يحاصرنا هذه الأيام.
هذه الاستشهدات، وسواها، فلتنعم على مدارسنا، ليكبر تلامذتنا على حب وطنهم الحقيقي، لا الذي يشاهدون عنه على شاشات التلافيز (جمع تلفاز، زوناً عربياً).

-11-
… وفي احتفال أرزة لامرتين كذلك، بشّرنا راعي الاحتفال الصديق شوقي فاخوري بما يعاد الاحتفال: قانون صادق عليه مجلس النواب بجعل جميع غابات لبنان محميات.
هذا يعني حماية غاباتنا من الحرائق وقطع الأشجار وإنشاء الكسارات وإزالة خطر التصحرن (تحويل الغابات صحارى) والتصخرن (تحويل الغابات كسارات صخور).
شكراً يا صديقنا الفاخوري الحضاري. ومنك إليك إذا رجعت إلى وزارة الزراعة.
ومنك إلى خلفِك إذا لم تعد، ليبقى لنا لبناننا “الأخضر”، لبنان الكتاب.