هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

8-7: أقنعة لوجع الحاضر

الخميس 17 تشرين الأول 1996
– 7 –
جائزة الابتكار في كازابلانكا، للمرة الأولى ينالها لبنان.
الجائزة التي تمنحها منظمات دولية كبرى: الأونيسكو، الإلسكو، الإيسيسكو، نالتها اللبنانية الدكتورة ليلى الهبر صقر، على ابتكارها “الجدارية العربية المنسوجة”.
لوحات منسوجة بتقنية “الكليم” على النول العمودي (الوحيد من نوعه في لبنان)، اعتمدت الدكتورة ليلى الهبر صقر، في نسجها على الخط الكوفي المزوي، في خصائص جمالية مميزة تعتمد تراكيب هندسية قابلة للتشكل.
الظاهرة لا وجود لها في تاريخ الفنون العربية، والخط فيها لا ينحو إلى التقليد النسخي كما قد يتبادر.
في أعمال الفنانة اللبنانية كتابات من جبران، أسماء الله الحسنى، من صورة الأسراء، من جبران، المتنبي، طاغور، نقولا الترك، وآيات قرآنية شريفة.
مبروك للبنان موهبة ليلى الهبر صقر، ومبروكة لها جائزة حملت اسم لبنان إلى الكتب الدولية التي تنشر ظاهرات تقلدها الأونيسكو جوائز غير عادية.

-8-
فنانة تعرض في لبنان، آتية من الميثولوجيا.
ماريا دوريتي، في غاليري “ماتينيون” سن الفيل (من 1 إلى 22 من الجاري)، قالت لنا بمنحوتاتها صفحات من ملاحم الإغريق، بلادها التي هي سيدة الملاحم.
القبصرية اليونانية، عرّفت نفسها في بطاقة الدعوة أنها “من جزيرة فينوس”. وحملت إلينا 27 منحوتة جمعت الجفصين إلى القماش إلى الخشب، في مزيج جمالي عرف كيف يتخيل إلاهات الأولمب، وكيف يمسك بوجوه الميثولوجيا اليومانية وأقنعتها، لتطريز معرض يخرج منه المتلقي مشبعاً بمناخات من حكايات التراث اليوناني، ومشبعاً كذلك بلمسات قوة الخيال التي عرفت دوريتي كيف تلولبها بالجمال وخيال الإيحاءات.
ماريا دوريتي، الآتية إليا من قبرص، الجزيرة جارتنا، تتفرّد عن رفيقاتها “الجارات” هناك بأنها تعي الحاضر فيما هي آتية من أقنعة الماضي، وهي ذات مخيلة تختصر ما يمر في قلوب الناس وسع تلك الجزيرة الممزقة، فكأن الحزن المقنّع في النفوس هناك تترجمه ماريا في أعمالها أقنعة تخفي وجه الحاضر لتتزيا بأناقة الماضي، لعلّ المستقبل يغسل من أيامه الآتية من غبار الحزن القديم.
ماريا دوريتي بيننا، موعد يؤتى إليه في “ماتينيون”، لقراءة ممتعة المشاهدة.