هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

8: الدكتورة زهيدة درويش جبور: إقرأ

الكلمة الأَحَبّ
ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامها لديك أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد أجوبة وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا، هنا جواب الأستاذة الجامعية والباحثة الأديبة الدكتورة زهيدة درويش جبور.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com

_________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
8) الدكتورة زهيدة درويش جبور: “إقرأْ”

الأربعاء 28 تموز 2010

كثيرةٌ هي الكلمات التي أُحبُّها وتُخاطِب فِيَّ الفكر والمخيَّلة والحواس: الأفق، الريح، العبور، التجاوز، المشاركة،…
لكنّ الكلمة التي تلحُّ علَيّ في هذه اللحظة هي: “إقرأ”.
الكلمة الأولى التي هبطت على نبيّ الإسلام.
الدعوة الى التبصُّر والتأمُّل في كتاب الكون الذي جعل الله فيه آياتٍ بيِّناتٍ على قدرته وعظمته.
“إقرأْ”…
وتخرج من كينونتك المحدودة لتقيم علاقة تفصلك عن سواك، العالَم كان هذا السوى أو الإنسان أو الله.
كل قراءة هي انتصار على الوحشة، وتمرُّد على العزلة وإثراء.
الإنسان قارئٌ مذ وُجد.
حتى قبل أن يكتشف الحرف ويخترع اللغة.
الإنسان الأول قرأَ بالبصر والسمع واللمس والشمّ والذوق، كي يكتشف الوجود ويدرك أنه موجود.
الذاكرة كانت كتاب الشعوب.
ثم كان عصر التدوين، تلاه عصر المطبعة، فعصر الكتاب الرقمي اليوم.
إلا أن القراءة على الشاشة، وإن مفيدة للحصول على المعلومة، تفتقر الى متعة الدخول في علاقة حميمَة مع كتابٍ يخاطب ورقه الحواس، بملمسه ولونه ورائحته، ويوقظ الذكريات النائمة.
“إقرأ”، هي كلمتي الأَحَبّ.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة التاسعة: مي منسى.