هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 141
“وُجوهٌ في حديقة الـمبدعين”- جوزف أبي ضاهر
الأَحَـــد 3 تشرين الثاني 2013

vdl_141

تُواصلُ “دائرةُ الـمنشورات الـجامعية” في “الـجامعة الأَميركية للعلوم والتكنولوجيا” نشْـرَ سلسلة “الذاكرة اللبنانية” بإِصدارِ كُتُبٍ تتناول أَعلاماً وأَعمالاً من الفكر اللبناني.

جديدُ هذه السلسلة كتابُـها السادس عشر: “وُجُوهٌ من حديقة الـمبدعين” للشاعر والصحافـيّ جوزف أَبي ضاهر، صدَرَ هذا الأُسبوع في 176 صفحة حجْماً وسطاً، حاضناً تسعةَ وجوهٍ من الأَعلام اللبنانيين، لأَربعةٍ منهم (جبران، مايكل دَبَغي، سعيد عقل، غسان تويني) تماثيلُ في “حديقة المبدعين” التي أَنشأَتْها الجامعة داخل حَرَمِها الرئيسي في الأَشرفية، وتنوي إِكمال التماثيل الباقية لسائر الأَعلام في الكتاب.

في مقدِّمة الكتاب ذكَرَ جوزف أَبي ضاهر أَنّ الوجوه فيه “هاماتٌ لقاماتٍ خُصِّصَت لهم حديقةٌ صارت غَنَّاء، وفي التخصيص مثالٌ لِـجيلٍ بعد جيلٍ ينمو ويكبَر ويؤْمَل منه بناءٌ في البشَر والحجر والأَحلام… وُجوهٌ نحن أَمامَها وجهاً لوجهٍ، بتواضعٍ نقترب منها لتحيةٍ هي لهم رَجْعُ حياةٍ، ولنا معنى الحياة”.

أَوّل وجه في الكتاب لــ”جبران: نبوغٌ لم تغِب شمسه”، أَطلَّ فيه الـمُؤَلِّف على صاحب “النبي” بمعلوماتٍ نَصّيّة وفوتوغرافية ووثائقية ومخطوطات جعلت الصفحات تَنبضُ بالتشويق لـمتابعةِ رحلةٍ دامت ثمانيةً وأَربعين عاماً وانطفأَت لكنها لم تَــنْــتَـهِ.

يليه حسن كامل الصبَّاح “فتى العِلْم الكهربائي” الذي طار من النبطية اللبنانية إِلى نيويورك الأَميركية فطار باختراعاتٍ هندسيةٍ فريدةٍ كادت تجعلُه عالَـمياً لو لم ينقصِفْ عمرُه الطريُّ قُبَيل ربيعِه الأَربعين في حادثِ سيارةٍ قيل إِنه مُدَبَّر.

بعده وجهان موسيقيان: عاصي ومنصور الرحباني مُنْشِئَا “عصر فني جديد” زوَّده الـمُؤَلِّف بوثائقَ جديدةٍ عن الأَخوين تَجعل قراءةَ سيرتِهما مِتعةً وفائدة.

ثم يُطلّ وجه شارل مالك صاحب ثلاثية “الحق والحرية ولبنان” والإِسهامِ الضالع في شُرعة حقوق الإِنسان وقضايا أُخرى جعلَت لبنان على خارطة العالـمية.

بعده نحن مع وجه مايكل دبغي “ساحرِ القلوب ومنْقِذِها”، ابن جديدة مرجعيون الذي حملَتْهُ عبقريَّتُهُ الطبِّيَّة إِلى أَن يكون طبيب الرؤَساء الأَميركيين ومُـخلِّصَ آلافِ مَن اعتلَّ قلْبُهم فوجَدوا في مبضعه شفاءَهم الأُعجوبي.

نبقى في جديدة مرجعيون ليُطِلَّ علينا وجهُ ابنِها الآخَر وليد غلمية “عاشق الفن الساحر” في مسيرةٍ موسيقيةٍ وثقافيةٍ وإِداريةٍ جعلَتْه لفترةٍ غيرِ ضئيلةٍ من أَبرز أَعلام الثقافة في لبنان.

بعده وجهُ غسان تويني “جرأَةٌ غلَبَت الأَحقاد” في مسيرةٍ شائكةٍ بين الصحافة والسياسة والدﭘـلوماسيا والأَكاديميا، وفي جميعِها مملكةُ “النهار” جَنى العمر وقِبْلةُ الإِرْث الكبير.

ختامُ الوجوه مع سعيد عقل “الشاعر العالِـم” والعالَـمُ من الشِعر والأَدب والإِبداع طوى منه قبل أَشهرٍ ثلاثةٍ سَنَتَه الثالثةَ بعد الـمئَة، عُمراً مديداً من الإِنتاج الأَدبي الـمُمْتدّ على قرنٍ كامل.

كتاب “وُجُوهٌ من حديقة الـمبدعين” لـجوزف أَبي ضاهر ليسَ سَرداً لِسِيَرٍ ولا خُطوطاً من وُجوه، بل نافذةٌ مُضاءةٌ على إِرْثِنا اللبناني الذي، كُلّما أَضَأْنا عليه، أَمَّـــنَّـــا لأَجيالنا الـمُقْبِلةَ نُوراً مثمراً لا تُطْفِئُه ظلمةُ الليالي ولا تُـخْمِدُ وَهْجَه هُـوجُ الــرّياح.