هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 119
“لبنان صورة وشِعراً”- الشاعر أنطوان رعد
الأَحـــد 2 حزيران 2013

لأَنه لا يليقُ بالجمالِ إِلاّ التعبيرُ عنه بالجمال، أَصدر الشاعر أَنطوان رعد كتابَه الجديد “لبنان صورةً وشعراً”، مزهريةً أَلوانُـها من الشِعر، أَرَجُها من الصُوَر، مَذاقُها من مِتعة العين في تَـمَلِّي جَـمالات لبنان.
مَغانٍ لبنانيةٌ غنيَّةٌ بالـمَغْنى الـمُغَنّى على أَطايب الفُتُون نسَّقَها أَنطوان رعد صُوَراً عذْبةً من رِحاب لبنان تُخاصِر القصائدَ في أَربَعِ لُغات: القصيدة بالأَصل العربي تواكبُها على صفحةٍ واحدةٍ ترجمتُها الفرنسيةُ من زَهيدة درويش جبور، والإِنكليزيةُ من كارلا فرح، والإِسـﭙـانيةُ من أَنطوان خاطر، تُقابِلُها صُوَرٌ تشهَقُ بـجمال لبنان من كُنوز وزارة السياحة وكاميرا ذكيةٍ من ريمون يزبك وأَلفرد موسى وجان بوغالب وستوديو جمّال. ويكون أَنّ مُفتَتَحَ الكتاب قطعةُ تطريزٍ أَدبيةٌ منسوجةٌ على نَــول إِدمون رزق.
صفحاتٌ كبيرةُ الحجم جمَعَها هذا الكتاب الأَصْدَرَتْهُ رابطة خريجي معهد الرسل في إِخراجٍ أَنيقٍ يليقُ بلبنان الجمال.
بهذا التَّشَوُّقِ إِلى الرحلة فوقَ جمالات لبنان بِـجَناحَي قصيدة وصورة، تتهادى أَمامنا زَهْوى صُوَرُ الأَرز، جبيل، صُوْر، صيدا، بيروت نهاراً ثم ليلاً، قانا، بعلبك، عنجر، دير القمر، طرابلس، البترون، بيت الدين، نهر الكلب، جعيتا، جزّين، إِهدن، بْشَرّي، دير حَـمَّاطوره، الوادي المقدس، دُوْما، جونيه، زوق مكايل، غزير، عمشيت، فيطرون، عجلتون، زحلة، مزيارة، بسكنتا، بَـيْـنُـو، بيت شباب، فقرا، وتتخلَّلُها كَما قُبَلٌ بين ضَمَّةٍ وَضَمَّةٍ صُوَرٌ وقصائدُ ليَنابيعَ وشلاَّلات، وهَيْبة جبالنا، وسيِّدة لبنان، وتراب الوطن، وجبَل البخور، وثريات البلَّور، إِلى أَن يستريحَ الكتاب عند الغيمة الأَخيرة: شمسُ الغروبِ تَختُمُ الصفحات ولا تَختُمُ جمال لبنان الذي يُشْرقُ ليلاً بأَغْنَجِ النُجوم ويطلَع صباحُه بأَنْضَر الشروق.
صُوَرٌ صُوَرٌ في هذا الكتاب وقَصائدُ قَصائدُ: عينٌ على الصُّورة، ومذاقٌ على نكهة القصيدة.
ولأَنّ الشِعرَ لا يُعَرَّفُ إِلاّ بِذَاتِه، أَمُدُّ يدِي وأَقطِف من هذه المزهرية الشِعرية الفوتوغرافية قبلةً عن بيروت، بيروتِنا الغالية الحبيبة، بيروتِ الإِرث والجمال والحُب، عاصمةِ مدُنِنا ومدينةِ عواصمنا، وأَقرَأ:
يا نـجمةَ القلْب! يا سِرَّ الجمال! ويا قَصيدةً آيـــــةً… أَبــيــاتـُــــها قُــبَــلُ
أَبـــيــــاتُـها غُـــــررٌ في الـحُـــسْــــــــــن مُفْرَدَةٌ كأَنّـها بِــمـــــدادِ الضَّوء تَكْتَحِلُ
أَغرَتْ سِــــوانا… وتُـــغْـــرينا بَسَــــاطَــتُــها نَسعى إِليها فــلا نَعيا ولا نَصِلُ
ويَحُطُّ الليل بـحقيبَتِه على باب نَجمة بيروت فَتَشُعُّ أَجملُ مدنِنا بأَضواء الكواكب وأَنغام القَمَر، ويَصدَحُ الشِعر:
لَـمَّـا على مِرآتها الزَّرقاءْ تَنْعَكسُ السماءْ
لآلئاً قد نُثِرَتْ من تاج عَشْتَرُوتْ
عاريةً بيْرُوتْ
تَطلَعُ من تَحتِ سَـــــــــــــــــرير الماءْ حُـــــــوريةً حَسْناءْ
حوريةً مغسولةً بالسِّحر والرُّواءْ!
وهكذا… من فِلْذةِ جمالٍ في لبنان إِلى فِلْذَةٍ حَدَّها تتَغاوى بأَجمل، يَهدُل كتاب أَنطوان رعد شِعراً وصورة.
وليس أَغلى على قلب لبنان من قَصائدِ شُعَرائه وعُيُون مُصَوِّريه ريشةً أَو كاميرا ليكونَ لبنانُ الحقيقيُّ هو لبنان الجمال الذي منحنَاه اللهُ إِرثاً هو الذي يَبقى على الزَّمان صورةً بَـهيةً عند أَعلى الجبين من هَــيْــبَــةِ لُبنان.