هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

حرف من كتاب- الحلقة 75
“ديغول ولبنان”- الكاتب اللبناني ألكسندر نجار
الأحـد 29 تـموز 2012

“في قلب كلّ فرنسيٍّ جديرٍ بهذا الاسم، تَـهِفُّ نبضةٌ خاصةٌ ما إن يسمع باسم لبنان” (شارل ديغول). من هذه المقولة انطلق الكاتب اللبناني ألكسندر نجار ليضع رباعيَّته بالفرنسية “ديغول ولبنان”، صدَر منها جُزءان ويصدر الباقيان في وقت لاحق.
الجزء الأول من الصَّادرَين: “نحو الشرق الـمُعقّد” (112صفحة) عن ديغول في لبنان بين تشرين الثاني 1929 وكانون الثاني 1932، سنتَين صعبتَين كان الكومندان شارل ديغول خلالَـهُما بعيداً عن مركز القرار، إنما قريباً من فكرةٍ أَضْمَرَها لـِما بعد، أسّس لها مع حكومته بالعمل على تَقَدُّم لبنان نحو استقلاله.
هذا الجزء من خمسة فصول: الرحلةُ القسرية، مستأجرٌ في المصيطبة اسمه ديغول، السيفُ، الريشةُ، والعودةُ إلى فرنسا.
مقدِّمة الكتاب لسفير لبنان السابق في فرنسا الدكتور بطرس ديب، وفيها: “لبنان، صاحب التاريخ العريق، مفتوحٌ على ماضيه الماثلِ أَبداً. وعلى ضوء ماضيه يستشرف مستقبلَه ويوطِّد مع فرنسا علاقةً عرف شارل ديغول كيف يُبرز أُصولَها ويحافظ عليها بين فرنسا ولبنان”. وفي تقديم المؤلّف كتابَهُ جاء: “ذكرى الجنرال ديغول في لبنان حيَّةٌ دائماً. وخلال الحرب في لبنان، كثيراً ما ردَّد اللبنانيون: “آه لو كان الجنرال ديغول اليوم موجوداً، لما كان سمحَ أن يحتلَّ لبنان شقيقٌ أو غريبٌ، أَو أَن تسيء معاملتَه الدولُ العظمى، أَو أَن تتهاونَ في نُصرَتِه فرنسا”.
الجزء الثاني: “من الحرب إلى الاستقلال” (212 صفحة) عن ديغول في لبنان بين 1941 و1943، وهو أول من أعلن استقلال لبنان في 8 حزيران 1941 لكنه لم ينجزْه اتفاقاً. وكانت له مواقف ضد الجنرال سـﭙـيرز، ومواقف خصومة مع ونستون تشرشل حول السياسة في الشرق، كما كانت له زيارتان إلى لبنان سنتي 1941 و1942. وفي هذا الجزء تفصيلٌ تاريخيٌّ موثَّقٌ دقيقٌ لدخول الفرق العسكرية الديغولية والإنكليزية إلى لبنان في حزيران 1941، ومسارُ أحداثٍ أدَّت إلى استقلال لبنان سنة 1943.
الجزء الثالث الذي سيصدر هو عن ديغول في الإيليزيه مستقبلاً بحفاوةٍ استثنائيةٍ رئيسَ لبنان شارل حلو سنة 1965، والرابع عن علاقة ديغول مع العرب وإسرائيل، وحظْرِه بيعَ فرنسا إسرائيلَ السلاحَ بعد اعتدائها على مطار بيروت سنة 1968.
ميزة هذه الرباعيّة بالفرنسية، عدا نصِّها السلس، أنها مُوَثَّقةٌ صوراً وتقاريرَ وهوامشَ وشروحاً وملاحقَ وشهادات. وفيها نصوص كاملةٌ من خُطَب الجنرال ديغول عن لبنان يشتهي كلُّ لبناني أن يكون ديغول قالها اليوم في ما يمر به لبنان من مِحَن وظواهر. وبين الخُطَب، تلك التي ألقاها في احتفال تخرُّج طلاب الجامعة اليسوعية (بيروت 3 تموز 1931)، وفيها: “يا شبابَ لبنان، فَلْيَكُنِ الإخلاصُ لبلدِكُم دَأْبَكُم الأعلى لِتَبْنُوا وطنَكُم على أساسٍ وطيدٍ يليق بأرضكم العريقة، وتاريخكم المجيد، وعنفوانكم العالي كجبالكم، وورحابتكم الوسيعة كبحركم الذي يصلُكُم بالغرب. مَهَمَّتُكم أن تؤسسوا في لبنان دولةً تعطونها حياةً نابضةً بإخلاصِكم اللبنانيّ الذي، إن لم تبنوا به دولتكم، لا تكون دولتُكم إلا مؤسساتٍ فارغة. فَتَخَلَّوا عن “أَنا”كُم المفْرد، وانضمُّوا إلى جمعكم المفيد، واعمَلوا بروح لبنانيةٍ وطنيّةٍ جماعيةٍ تتطلّب منكم تضحياتٍ بالـ”أنا”، فإنما بمثل هذه التضحيات تكوَّنَ تاريخُ لبنان”.
***
إلى شباب لبنان اليوم المشتَّتِين انتماءاتٍ وأحزاباً متفرقةً أُذكِّر بصاحب هذا القول: شارل ديغول، بيروت، 3 تموز 1931.