هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

749: “أعلى” مكتبة في باريس

“أعلى” مكتبة في ﭘـاريس
السبت 30 حزيران 2012
-749-

في “التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية” (عن “مؤسسة الفكر العربي”) أنّ الكتاب العربي يباع “بـمُعدّل نسخة واحدة لكل 110780 مواطناً عربياً”، وأنّ “معظم القراءات في كتب التحصيل العلْميّ المدرسيّ والجامعيّ أكثر من كونها حاجةً إنسانيةً وفكريةً، ومألوفاً يومياً يبدأ الطفل بالاعتياد عليه، بيتاً ومدرسةً، منذ الطفولة الأُولى”.
من الأرقام الصادمة أيضاً أنّ “الطفل العربي يصرف طوال السنة 6 دقائق فقط للقراءة في كتبٍ عربيةٍ لا تتجاوز 400 كتاب سنوياً في كلّ العالم العربي”، مقابل 13260 كتاباً أميركياً، و3838 كتاباً بريطانياً، و2118 كتاباً فرنسياً، و1485 كتاباً روسياً.
عن الصحف الفرنسية هذا الأسبوع أن أرقام مبيعات الكتُب في “معرض برج مونْـﭙـارْناس” تَـخَطَّت توقُّعات الناشرين والمنظِّمين.
أتكون المشكلة إذَنْ في الكتاب؟ أم في القارئ؟
المشكلة ليست في الكتاب بل في استنباط تشويق إليه بتسويقه وتقديمه في صيغةٍ وأُسلوبٍ ومكان.
والمطلوب: فكرةٌ جديدة لتشجيع القراءة واقتناء الكتاب. ولهذه الفكرة تحرَّكَت ﭘـاريس صوب الكتاب، السبت الماضي، ملَبِّيةً فكرة منظِّمين ارتأَوا موقعاً سياحياً لـحدَثٍ ثقافـيٍّ، فجذبوا القرّاء إلى “السياحة الكُتُبيّة”، وأَعفوهم من بطاقة الصعود إلى البرج لقاءَ شرائهم كتُباً، فوق، في أعلى البرج.
وماذا فوق؟ تسعون مؤلِّفاً حضروا للتوقيع على مؤلفاتهم، إطلاقُ منشورات غاليمار “جائزةَ القراء” (أول جائزة من نوعها في فرنسا)، الدورةُ السنوية الثالثة من “جائزة مونـﭙـارناس للحياة الفنية الثقافية الـﭙـاريسية” في هذا المعرض المخصَّص كلُّه للكتب عن ﭘـاريس.
السبت الماضي كان ارتقاءُ البرج مجانياً مفتوحاً للجميع بالإجابة عن سؤال الحرَس: “صاعدون إلى معرض الكتاب”، وهو المعرض الرابع للكتب، شاء منظِّموه هذا السنة أن تستضيفه “أعلى مكتبة في ﭘـاريس”.
السبت الماضي كانت ﭘـاريسُ الكتاب على موعدٍ فوق، في الطابق السادس والخمسين، على عُلُوّ 210 أمتار، في رأس برج مونـﭙـارناس المطلّ على كلّ ﭘـاريس. وفي العادة أن يدفع زوّاره ثمن بطاقة الدخول لارتقائه والتمتُّع من أعلى قمته بأجمل منظرٍ يبسطُ أمامهم، من الأربع الجهات، ﭘـاريس بِـهَالة مَـجدها وأناقة جمالها وعطر تاريخها الأصيل.
موعدٌ عاديّ لِمعرض عاديّ في مكان غير عاديّ.
أهو موعدٌ للقارئ؟ أم للزائر؟ أم لفضولهما معاً؟
إنه موعدٌ مع الكتاب، برَعَ في استنباط جاذبٍ إليه منظِّمون عرفوا كيف يستقطبون القراء تشويقاً وعرْضاً وتسهيلَ دُخولٍ حتى يظلّ الكتاب، لِمن أَلِفوا اقتناءه، جُزءاً بديهياً ضرورياً من أنشطة الحياة اليومية.
وحين بقيَ على جاذب المكان أن يكون مغايراً، وُلِدتْ فكرةُ أن يكون معرض الكتاب في قمَّة ناطحة سَحاب.