هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

732: الأغنية صوتُ مَن يحتاج إلى صوت

الأغنية صوتُ مَن يحتاج إلى صوت
السبت 25 شباط 2012
-732-

بالبساطة المقْنِعة كلاماً ولحناً وأَداءً على الغيتار، أَطلقَ “يوسف كات ستيڤنس” أُغنيته الجديدة “يا شعبي” رسالةً سياسيةً إنسانيةً تصلُح أن تكون خطبةً دِﭘلوماسية على منبر الأُمم المتحدة ومجلس الأمن، لِما فيها من بثٍّ عميقٍ يَنصُرُ نَجدة كلّ شعبٍ في أيّ بقعةٍ ساخنةٍ من بقاع الكوكب.
ولَم تكن مصادفةً أن ينال الفنان عليها، وعلى أعمالِه شبيهتِها، “الجائزة الاجتماعية العالمية للغوث الإنساني”، وكان نالها قبله البابا يوحنا بولس الثاني. فالعمل الفني الرسالِيّ يبلغ بين المتلقّين مساحة أوسع من جمهور أيّ خطاب سياسيّ أو إيديولوجيّ أو عسكريّ، لأن صاحبه يتوجّه إلى كلّ قلب، كلّ عقل، ولا ينحصر في حيّز جغرافي أو زمن تاريخي.
في قلب بيروت صدَح ستيڤنس (يوسف إسلام منذ 1977) بأحدث أغنياته “يا شعبي” (أطلقها في 2/3/2011 تأَثُّراً من نهضة الشعوب العربية في ربيعها)، ومن كلماتها: “متى ستتركون شعبي وتوقفون قهره وتفسحون له في التنفُّس؟ كلُّ ما يطلبه: خبزٌ وكساءٌ وواحةُ أَمان. متى تُحرّرونه من قيودكم وتدَعونه يعيش في سلام؟ كلُّ ما يطلبه: الكرامةُ وأن يعيش حراً، فلماذا تُرعبونه وتَسجنونه داخل أسواركم العالية”؟
جمهور الـــ”بيالّ” (مدعوّاً من لجنة مهرجانات بيت الدين) صفّق طويلاً لهذا البثّ من بيروت التي عانت مرارة القهر والاحتلال والهيمنة، وظلّت تنشد خلاصها من السجن الكبير حتى خرجت إلى ساحة الحرية، ولو بعد فاجعة الدم، لتُطلق ربيع بيروت شرارةً أَشعلَت بعدها كلّ ربيع عربي ولا تزال.
“ها شعبي يتَجَمّع في الساحات” غنّى ستيڤنس: “هل تسمعون مَـجيئه؟ هل تذُوقون أصواته الطالعة إلى فجر الحرية صباح كلّ يوم؟ كفُّوا عن سحق شعبي، عن سرقة شعبي، عن تصويب الرصاص إلى صدور شعبي”.
ويكمل النداء: “تعالَ يا شعبي… ويا ربّ دُلَّ على الطريق شعبي وانظُر إليه يصلّي ويكمل الطريق… أَكمِلْ يا شعبي… إلى النهاية أَكْمِلْ”.
من فم “يوسف كات ستيڤنس” إلى كلّ شعب في كلّ أَرضٍ وكلّ دولةٍ، إلى كل مقهورٍ تحت سماء دولته، مظلومٍ من حكّام دولته، مسحوقٍ بعسكريتاريا دولته، منفيٍّ تحت نظام دولته، تنطلق هذه الأغنية باسم الإنسانية كلّها، فتُصبح الأغنية صوتَ كلّ من يحتاج إلى صوت، لأن لها قوةَ اختراقٍ عظيمةً لا تعادلها قوة أيّ خطاب سياسي.
والملايين الذين يقتنون الأغنية الملتزمة ذات الرسالة ويردِّدونها، يتحوّلون سُلطةً كبرى لا تقوى عليها أيُّ سلطة سياسية مهما عاندَت وطغَت بِــــ… فُجُور العسكريتاريا.