هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

1022: فَلْنُبعِدِ الكراسي في “يوم التسامح”

الحلقة 1022: فَلْنُبعِدِ الكراسي في “يوم التسامح”
الأربعاء 16 تشرين الثاني 2011

اليوم، 16 تشرين الثاني، هو “اليومُ العالَمِيُّ للتسامح” كما أَقرَّتْهُ منظمة الأونسكو سنة 1995، ومنذئذٍ وهي تدعو إلى الاحتفال به سنوياً في هذا اليوم، وفق خطة من عشْر نقاط، أُلَخِّصُها بالآتي:
الأُولى: وعيُ التعدُّدية في المجتمع الواحد. فكلُّ ثقافةٍ حصيلةُ تأَثُّراتٍ وتأثيراتٍ مُختلفة المصادر، لأنّ التعددية الثقافية غنى للأفراد وللمجتمع المتعدد في عاداته وتقاليده.
الثانية: مراعاة حقوق الإنسان، وهي لا تتمُّ بدون تسامُحٍ هو ضمانةُ هذه الحقوق ضدَّ التعصُّب. والتسامح لا يعني التنازل عن الحقوق بل بلوغَها بالتبادل في احترام حقوق الإنسان.
الثالثة: القيام بأنشطةٍ تغذّي مناخ التسامح، وتُوَعّي على القِيَم السامية العليا في وسائط ووسائل عدة، من كتب وأنشطة مدرسية وبرامج إذاعية وتلفزيونية ومقالات صحافية، تتّجه جميعُها إلى مَحو الصورة النمطية لدى أفراد المجتمع فيسهل عليهم التساهُلُ والتسامُحُ وقبولُ الآخر.
الرابعة: رفض العنف والتعصّب بإظهار نتائج الضدَّين: التسامح والتعصب، عبر إقامة ندوات وحلقات نقاش توضح دينامية التسامح المؤدية إلى العيش المسالِم بين الأَفراد والجماعات.
الخامسة: التوعية على التنوُّع البيئي والبشري. فثقافة التسامح والسلام تنقذ البيئة من أخطار تُهدّدها، وينعكس هذا الإنقاذ على تغذية التنوُّع البشري في المجتمع تسهيلاً للتفاهُم والتساهُل والتسامُح بين أفراده.
السادسة: التسامُح الديني. فانفتاح الجماعات الدينية على بعضها البعض يُظهرُ كيف تنظرُ كلُّ جماعةٍ إلى التسامح وكيف تعلِّمه وتزاوِلُه. فالأديان السماوية مبنيَّةٌ على قِيَم الحب والتسامح والعدالة.
السابعة: إعداد أنشطةٍ تضيء على مشاكل تعصُّبٍ حصلَت، وكيف تَمّت معالَجتُها أو تَجنُّبُها بالتسامُح والتساهُل والغفران، وكيف البلدانُ المتعدِّدةُ الثقافات والمجتمعات واللغات تتعاملُ مع المصالح المشتركة ضمن التعدُّدية.
الثامنة: التسامُح والرياضة. من هنا عبارة “الروح الرياضية” التي تسري في الرياضة كما في أَيِّ نطاق آخر، دلالةً على التسامُح عند وقوع أَيِّ إشكالٍ، وعلى تَجَنُّب التفاقُم في المشكلة إذا عولِجَت بالتعصُّب والانفعال.
التاسعة: النتاج الإبداعي. فالإبداع في المجتمع يدوِّر مروَّسات الأفراد ويَجمعهم على الإلفة الجمالية، لأن رسالة الفن تَجْمَع شعوبَ العالم على التسامُح في النظرة إلى الآخر كما في النظرة إلى العمل الإبداعي.
العاشرة: إيْجاد روابطَ دولية. وهذه تزاولُها المدارس المنتسبة إلى الأونسكو في العالم، ويتلاقى التلامذة والطلاب مع أَقرانهم في دول أخرى فيتَّسع أفقُهُم، وتتَّسع نظرتهم إلى العالم وما فيه من ظواهرَ يغذّيها التسامح ويسمِّمُها نقيضُه التعصُّب.
وفيما تَحتفل الدولُ اليوم بـ”يوم التسامح العالَمي” على أعلى مستوى من الرقيّ، نَشهد عندنا “تَسامُحاً” من طراز آخَر، يتمثَّلُ في ضربٍ بالكراسي على شاشةِ حلقةٍ تلفزيونية. فكيف يتطلَّع العالَمُ الراقي إلينا من منظار التسامُح؟
إِنّ “اليوم العالَمي للتسامُح” يَحمل قيَماً إنسانيةً تُطَوِّرُ البشرية أفراداً ومُجتمعات، فتتضاءل فيها مظاهر العنف الشرس والانفعال الأهوج والتعصُّب الأعمى والاستزلام الأغناميّ، وسائر ما تُفْرزُه الساحة السياسية من غرائزَ انفعاليةٍ تُسَبّب فتنة قاتلة، ولا ينقذها سوى فضائلَ إنسانيةٍ تَعصُمُ من كلّ زَلَل، في مقدّمتها: فضيلةُ التسامح.