هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

1021: لحظات تجعل الإنسان سعيداً

الحلقة 1021: لَحَظاتٌ تجعل الإنسان سعيداً
الأربعاء 9 تشرين الثاني 2011

في يوميات الإنسان لَحظاتٌ وميضة تَتَلأْلأُ في قلبه فَرَحاً، وتُذيقُه لُمَعاً من سَعادة.
في استفتاء أَجْرتْه أخيراً جريدة “دايلي إكسپْرس” البريطانية على3000 مواطن ومواطنة، تبيّن أن غبطة السعادة والفرح موجودةٌ في لَحظاتٍ متنوعةٍ من الحياة اليومية، بعضُها مألوفٌ وبديهيٌّ وساذج، وبعضُها الآخر يفاجئُ بغرابةِ أن يكون فعلاً مصدراً للسعادة.
وخرجَت الجريدة بلائحة عامة من 50 مصدراً تُذيق السعادةَ مَن يقاربُها.
بين هذه الخمسين: إيجادُ مبلغٍ من المال مَنْسِيٍّ في ثوبٍ أو حقيبة، خروجٌ الى الطبيعة في نهار مشمس، تَلَقّي زهورٍ من شخص حبيب، اكتشافُ نُقصانٍ في الوزن بعد أيامِ حِمْيَة، نتيجةُ فحصٍ طبي إيجابيةٌ بعد قَلقٍ مُضْنٍ من مظاهرَ مَرَضية، رؤيةُ عجوزَين عاشقَين يَتَمَشَّيان على شاطئ البحر، الإصغاءُ إلى أغنية مُحبَّبةٍ وسط زحمة سير تَتَسَلْحَفُ في بُطْءٍ مُمِلّ، النهوضُ صباحَ الأحد في يومٍ شَتَويٍّ صافٍ مُبَرْمَجٍ لنُزهة مع الأصدقاء، السباحةُ في بحر هادئٍ بعيداً عن التفكير في ضغْط العمل اليومي، استلامُ رسالةِ حبٍّ دافئةٍ بعد طول انتظار، رُبْحُ ورقة لوتو أو يانصيب، الحصولُ على مقعدٍ في الطائرة إلى عطلةٍ بعيدة في موسمِ سياحةٍ ضاغطٍ بِحجوز الطائرات، قضاءُ ليلةِ حبٍّ في بلدٍ آخر، التَّأَمُّلُ في صُوَر قديمة تُثير نوستالجيا أيامٍ سعيدةٍ ماضية، القيامُ بنُزهةٍ سيراً في غابةٍ هادئةٍ مُشَجَّرَةٍ ظَليلة، سماعُ ضحكةِ طفلٍ يَلعب، تَذَوُّقُ فاكهةٍ لذيذةٍ نادرة، قضاءُ سُوَيعَةِ استرخاءٍ في مغطس الحمام الساخن، الهبوطُ في مطارِ البلد المقصود لقضاءِ عطلةٍ قصيرةٍ مع شخصٍ حبيب، اكتشافُ نَهارِ عطلةٍ غيرِ متوقَّع، النجاحُ في فحص قيادةِ السيارة، تَلَقِّي خبرِ النجاح في امتحانٍ أو مسابقةٍ أو مباراة، إيجادُ مكانٍ لرَكنِ السيارة في شارعٍ طويلٍ مُكتَظّ، تَبادُلُ القبلات في لَحظاتٍ حميمة.
تلك إجاباتٌ مُختارةٌ من استفتاء جريدة “دايلي إكسپْرس”: “خمسون مصدراً للسعادة”، بعضُها نَجدُهُ ساذجاً مألوفاً، وبعضُها الآخَرُ يُفاجئُنا أن تُثيرَ بساطتُهُ السعادة.
هذه الإجابات الإنكليزية، تُقابلها في لبنان مَجموعةُ لَحظاتٍ تُثيرُ الفرحَ والسعادةَ غريبةٍ عن بلدان أخرى، منها: الحصولُ على الكهرباء بضعَ دقائقَ أطول، قطْعُ مسافةٍ في المدينة بدون زحمةِ سير، رؤيةُ سائقٍ لا يَعبر التقاطُعَ على الضوء الأحمر، رؤيةُ شرطيِّ سيرٍ في المدينة يُنَظِّمُ مَحضرَ ضبْطٍ في دَرَّاج يَسير زيكزاكياً بين السيارات لِيَمُرَّ على الضوء الأحمر، مُرورُ نهارٍ كاملٍ من دون تَبَادُل السياسيين تصاريحَ شتّامةً واتّهامية، وصولُ موسمِ الأمطار والبُنْيَةُ التَحتيةُ مُهَيَّأَةٌ فلا تطوفُ الطرقاتُ وتُحَوِّل الوصولَ إلى العمل جُلْجُلَةً من العَذاب، إلى لائحةٍ طويلةٍ قد لا يَتَّسِعُ لَها عددٌ واحد من الـ”دايلي إكسپْرس” في بريطانيا ولا من أَيِّ جريدةٍ أخرى في العالم.
أجملُ ما هذا العمر: لَحَظاتُهُ السَّعيدة.
والسعادةُ لَحظةٌ تَمُرُّ عابرةً ولا تتكرَّر، فَلْنَقْتَنِصْها وَلْنَعِشْها لَحظةً لَحظةً حتى النقطة الأخيرة.
فليس العمرُ سوى باقةٍ مُضيئةٍ قليلةٍ من هذه اللحظات السعيدة.