هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

992: بلدٌ يقرأ… بلدٌ يعيش

الحلقة 992: بلدٌ يقرأ… بلدٌ يعيش
الأربعاء 20 نيسان 2011

لنا موعدٌ سنويٌّ هذا الأُسبوع (السبت 23 نيسان) مع “اليوم العالَميّ للكتاب وحقوق المؤلف”،
كما اعتَمَدَتْهُ منظّمة الأونسكو تذكاراً لكبار توفوا في هذا النهار سنة 1616 (منهم شكسپير وسرڤنتس)
وكبار وُلدوا في هذا النهار (منهم موريس دْرُويُون، وڤلاديمير نابوكوڤ).
هدفُ الأونسكو من هذا التذكار السنوي:
التشجيعُ على المطالعة،
حمايةُ الملكية الفكرية عبر حماية حقوق المؤلفين،
حَثُّ الجيل الجديد على اكتشاف لذَّة القراءة واحترامِ إسهام المؤلفين في التطوُّر الاجتماعي والثقافي.
وانطلق هذا التقليد من مدينة كاتالونيا الإسپانية إذ كانوا نهارئذٍ يقدِّمون وردة مع كل كتاب.
لبنان يشارك في هذا التقليد منذ عشر سنواتٍ تحت شعار “بلَدٌ يقرأ… بلَدٌ يعيش”،
أطلقتْه وزارة الثقافة وتفعِّلُهُ كلَّ عامٍ
تعاوُناً مع 120 مكتبة عامة و40 مركز تنشيط ثقافي وبلديات المناطق ومسؤولي المدارس
ونَفَرٍ متطوّعٍ من المجتمع المدني سيِّدات وَسَادة.
وعبر أنشطة تتنوّع بين:
يومٍ بيئيّ ويومِ ماراتون
ويومِ مطالعة ويومِ مسابقاتٍ ثقافية
ويومِ معرضٍ حِرَفيّ ويومِ معرضِ كتُبِ أطفال
ومسارح دُمى ومسرحياتِ أطفال،
تَجهَد هذه الأنشطة طوالَ أسبوعِ الكتاب إلى رفْع مستوى المطالعة العامة في لبنان،
بعدما جاءت نسْبتُها هي الأكثر تَدَنِّياً بين عشْر دولٍ عربية طالها مسحٌ ميدانيٌّ
تَبيَّن من نتائجه أن العربيَّ يقرأ ثُلْث صفحة في السنة، بينما الفرنسيُّ سنوياً يقرأُ اثني عشر كتاباً.
وعن الخبراء أن أسباب هذا المعدّل المتدنّي في لبنان تتراوَحُ بين:
تَوَجُّهِ الجيل الجديد إلى الوسائط الإلكترونية المعَولَمة،
وعوائقَ اقتصاديةٍ واجتماعية،
وعدمِ استقرارٍ نفسيّ أو سياسيّ أو أمني،
وهي عواملُ لا يواجهُها قارئٌ آخَر في بلدٍ آخَر
تتوفَّر له فيه أسبابُ راحةٍ اقتصادية وسياسيةٍ واجتماعية
تُتيح له اقتناءَ الكتاب وقراءَتَه والانتقالَ إلى كتابٍ آخَر فآخَر.
وهنا الحاجةُ عندنا إلى تنميةٍ ثقافيةٍ مستدامةٍ
ترفعُ من نسبة المطالعة العامة
بأن تنهضَ لها المراكزُ الثقافيةُ ودُورُ النشر والمدارسُ وهيئاتُ المجتمع المدني،
حتى ينهضَ المجتمعُ تدريجاً من الكسلِ في المطالعة إلى التشويقِ فالحثّ فالاقتناء،
لأنّ الكتاب، أياً تكُن الوسائطُ التكنولوجيّة والإلكترونيّة، سيبقى هو الأساس،
سواءٌ طالعَه القارئُ بين دفّتين أو على شاشة الكومپيوتر.
الشكلُ ليس هو الأساس بل المضمون.
وبلوغُ المضمون هو الأساس في صَقْل العقل وتنصيع المعرفة.
وهاتان هما الصّفتان اللتان تنهضان بالوطن
من النّسبة الدُّنيا في المطالعة،
إلى نسبةٍ مُشَرِّفةٍ تَجعلُ هذا الوطنَ جديراً بالحضارة، وجديراً بالكتاب.