هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

22: سلوى الأمين: الوفاء

الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟
للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.
كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟
هذه السلسلة: “الكلمة الأَحَبّ”، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و”لغات اللغة” انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.
بعد واحد وعشرين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف أبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة، هنا الجواب الثاني والعشرون من رئيسة “ديوان أهل القلم” و”ندوة الإبداع” الدكتورة سلوى الخليل الأمين.
هنري زغيب
email@henrizoghaib.com
______________________________________________
___________________________________________________
_______________________________________________________

22) سلوى الخليل الأمين: الوفاء
الأربعاء 3 تشرين الثاني 2010

الكلمةُ المتألّقة في خاطري، المطعَّمة بحروف الحقيقة، هي “الوفاء”.
عشقتُها لأنها مشبعة بالمفردات الشفيفة البيضاء: الصدق، شموخ الكرامة، إلتزام القيَم، الثبات على المبادئ المعبأة بحب الوطن وناسه الشرفاء.
إنّها الكلمة المتيّمة بمضمون السلوكيات السامية العظيمة.
“الوفاء” عبير الأبجدية وجميع لغاتها المدوّنة.
هي العنوانُ الأسمى لكينونة النفس البشرية التوّاقة إلى دفء النفس ومساراتها الهانئة الهادئة.
هي امتدادُ اللحظات المسيَّجة بوهج الضمير المعافى الذي لا تغرُّه شهوات السلطة والمال.
هي الكلمة الفصل حين يتماهى العقل فوق الخرائط المتدثّرة بجميع الطيوب، الملتحفة محطات السير ومساراتها المتغيّرة في واقعها وإيقاعاتها.
كلمة “الوفاء” دفق الضوء المشعّ من مراح العقل.
رذاذُ العطر المعتّق المرشوش على أفياء النفس المطمئنّة.
لذا غزلتُ من كلمة “الوفاء” طوقَ ياسمين زينتُ به القصص والروايات والأحلام وألوان الزمان، ورسمتُ من حروفها أيقونات الحب المترَف بوهج الهنيهات المظلَّلة بنور الشمس.
بلى: “الوفاء” كلمتي المفضلة.
هي خط سيري ونقاطُ العبور.
هي النسمة المتسلّلة قامة هيفاء من نوافذ الفجر النديّ إلى صبوات الخاطر.
هي الفعلُ المطرَّز بحروف الحق وثبْت اليقين حين تنكشح ضبابية النفس الأمّارة بالسوء، خصوصاً في هذا الزمن الرديء الذي عزّ فيه ارتفاعُ الوفاء مشعلَ حريةٍ بين الدروب.
___________________________________________
*) الأربعاء المقبل- الحلقة الثالثة والعشرون: نـدى عيد.