هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

893: فضيحة الإنسان في كذبة أول نيسان

الحلقة 893: فضيحة الإنسان في كذبة أول نيسان
الأربعاء 31 آذار 2010

غداً أَوَّلُ نيسان. وأَوَّلُ نيسان بات تقليدياً رمز “الكذبة البيضاء” التي يتندّر بها الناسُ على بعضهم البعض من غير أذية.
غير أن في عدد هذا الشهر من مجلة “فوربس” النيويوركية الشهيرة، وفي ملحقها الخاص بالمرأة، بحثاً طريفاً عن الكذب الذي يقترفه الرجل وذاك الذي تقترفه المرأة، ولهما دوافع مختلفة تماماً.
وركّز البحثُ على الاتصالات الإنترنتية التي يدّعي فيها الرجل مواصفاتٍ مغايِـرةً تماماً للحقيقة، وتدعي فيها المرأة عمراً أصغر بكثير من عمرها الحقيقي. وإذ ينحو الرجل غالباً في كذبه الى إخفاء طوله الحقيقي أو مدخوله الحقيقي، للحصول على وظيفة أو عمل أو مركز أو علاقة أو وضع مهني، فالمرأة تنحو غالباً في كذبها الى اكتساب وضع اجتماعي أفضل.
وفي البحث مداخلةٌ للعالِم السيكولوجي كريغ فابريكِنتْ (من جامعة نيوجرزي) أنّ “الرجال عادةً يكذبون فيما ينظرون في عيني محدثهم، بينما النساء يكذبن وهنّ زائغات العينين في مكان آخر”، وهو يرى أن “الرجال عادةً يُغَمغِمُون حين يكذبون، فيما النساء، حين يكذبن، يُسرعْن في الكلام”.
وفي مداخلة العالمة السيكولوجية بيلاّ دي پاولو (من جامعة سانتا باربارة في كاليفورنيا) أن “للكذب دافعين: للخدمة الذاتية (يستخدمه الكاذب لتحسين صورته أو تجنُّب إحراج)، وللخدمة الغيرية (لتجنيب الآخَر الإحراج). وإذا الدافع الأول مضاعفُ العدد عن الآخَر، أي مراكمةُ الكذب للخدمة الذاتية، فالدافع الآخر (الغيري) يتضاعف إجمالاً حين امرأة تكذب أمام امرأة أخرى، مثلاً حين تحدث امرأةٌ صديقتها عن ابنها الكسول المائع المزعج، فتصوّره ذكياً مبدعاً مذهلَ التصرف العبقري.
وتختم فوربس بحثها الطويل عن الكذب بالتنويه أنّ الكذب، إن هو “ملح الرجال”، فهو أيضاً “سُكَّر النساء” اللواتي يجدن في الكذبة البيضاء (أو الرمادية) وسيلةً لِلَفْتِ انتباه الرجل، أو لاقتناص اهتمامه، وربما أكثر: قد تقترف المرأة كذبة بيضاء (أو رمادية) للخروج من علاقة بالرجل باتت عبئاً عليها، أو خطَراً، أو حتى مللاً إن كانت طامِحةً الى علاقة أخرى برجل آخر.
وإذا كان المثل الشائع عندنا أن “حَبْل الكذب قصير”، فالمثل التركي الشائع أكثرُ بلاغة حين يقول إن “مَن يقول الحقيقة ليس في حاجة الى أن يتذكّر”.
فَلْيَكُنْ أَوَّلُ نيسان مَحطةً لنا كي نستغني عن التذَكُّر، لأن الكذبة تفترض بنا أن نظلّ متذكرين ماذا قلنا في كذبتنا، كي لا يَخونَنا عدمُ التذكُّر ويوقعَنا في… فخ الفضيحة !