هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

873: لا تشتروا أياً من هذه… سنة 2010

الحلقة 873: لا تشتروا أَياً من هذه… سنة 2010
الأحد 10 كانون الثاني 2010

هذا العام الجديد (2010) يفتتح العقد الثاني من الألفيّة الثالثة. وإذا كان العقدُ الأول شهد ثوراتٍ في التكنولوجيا غيّرَت وجهَ العالَم، فهذا العقد الثاني يبشّر بثورات مضادةٍ تماماً تلك التي شهدناها في العشر السنوات الماضية.
من نتاج هذه الثورات المضادة: إلغاءُ الكثير مما كنّا اندهشنا له خلال ثورة تكنولوجيا العقد الماضي، وهنا نَماذجُ قليلة من هذا الإلغاء، مع ما يقابله من بدائل.
سيُلغى مثلاً اقتناءُ فيلم على قرص مرئيّ مدمَج (DVD) أو استئجارُه من محالّ الأسطوانات، بعدما ظهرت شركات تُؤَمِّن الفيلم إنتِرْنِتِيّاً لقاء اشتراك شهري منخفض، ما جعل شركات أسطوانات كبرى تقفل عدداً كبيراً من محالّها لبيع أو لإيجار الأفلام.
وسيلغى كذلك هاتف المنْزل الأرضيُّ من البيوت، بعدما اشتدّ التنافس بين شركات الهواتف الخَلَوية وبات اقتناؤُها بكلفة أقلّ من الهاتف الأرضي، وخصوصاً لإمكان وصل الهاتف الخَلَوي بالكومپيوتر والتهاتف بكلفة زهيدة جداً.
كما ستُلغى آلات التصوير الرقمية وكاميراتُها المتطورة ذات الصوَر السريعة التظهير الكومپيوتري والطباعة الرقمية على أسطوانات مدمجة فعلى الكرتون العادي، بعدما ظهرت عدسات جديدةٌ ذكية جداً تلتقط الصورة لمجرد اللمس وتوجيه الكاميرا الى الزاوية المقصودة. والطريف أن الشركات التي تتنافس على هذه التكنولوجيا هي نفسُها التي اشتهرت بالكاميرات الرقمية.
وسوف تلغى الاشتراكات بالصحف اليومية التي تعاني تناقصاً كبيراً في إعلاناتها وتوزيعها بعد تزايُد قراءتها على الإنترنت وميل المعلنين الى وضع إعلاناتهم في النسخة الإلكترونية عوض النسخة الورقية. ذلك أن المساحة الأوسع من القراء باتت تقرأ الصحف على الشاشة صباح كل يوم، خصوصاً أن هذه القراءة هي مجانية تماماً.
وكما، قبل سنوات، أخذ يختفي القرص المربّع (floppy) ستختفي من الأسواق تباعاً الأسطوانة المدمجة (CD) بعدما حلت مكانها أجيالٌ جديدة للتسجيل مثل (i tune)، ما دعا شركات الأسطوانات المدمجة الى تخفيض إنتاجها منها الى الحد الأدنى.
ولعلّ أخطر الاختفاءات: الطبعاتُ الجديدة من الكتب الجامعية بعدما أخذ الكثيرون من الطلاب يصوّرون الكتب القديمة ويستخدمون نسخها المصورة، أو يُسقطونها من الإنترنت بعدما وضعت شركات كثيرة هذه الكتب على الإنترنت وتقدّمها نسخاً إلكترونية بأسعارٍ زهيدة جداً الى الطلاب يدفعونها ببطاقات الائتمان.
وثمة أمور أخرى ستختفي مع هذا العقد الثاني من هذا القرن الحادي والعشرين، طالما يسجّلُ العلْم وتكنولوجياهُ قفزاتٍ هائلةً من التقدُّم السريع تجعل الإنسان يركض لاهثاً وراءها مستدركاً إيقاع حياته اليومية المتسارعة.
فالعلْم لا يَرحَم المتخلّفين، والتكنولوجيا لا تنتظرُ من يتباطأُ كي يصعدَ الى قطارها السريع.