هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

756: لا ازدحام سير بل احتقان

الحلقة 756: لا ازدحام سير بل احتقان
لـيوم الأحد 23 تشرين الثاني 2008

الحلقة السابقة (الأربعاء الماضي)، عن ضرورة إعادة تسيير السكة الحديدية وسيلةَ نقلٍ رديفةً تساعد على التخفيف من احتقان السير (والاحتقان أصعب وأشرس من ازدحام السير)، تفتح ضرورة إيجاد حل لأزمة السير التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وتضيق بها الطرقات أُسبوعاً بعد أسبوع، ومعارض بيع السيارات تبيع عشرات السيارات تضاف الى الازدحام على الطرقات شهراً بعد شهر، حتى أصبح التجول في بيروت وضواحيها ومداخلها ومخارجها عذاباً يومياً يؤخر الناس عن أشغالهم ومواعيدهم، ويطحن أعصابهم قبل أن يصلوا متأخرين الى حيث هم يقصدون.
ذات يوم، ركبتُ الباص في روما، وكان حدّي على المقعد كاردينال بكل أبّهته وحبريته وملابسه الْهَيْبَوِيَّة، ولم يَجدْ حرَجاً في الانتقال بالباص، حتى إذا ترجّل على مدخل الفاتيكان، كان نزوله من الباص عادياً كأي راكب يترجل من الباص.
وذات يوم في المترو (الصابواي) بين منْزلي في كوِيْنْز (نيويورك)، ومكتبي في مانْهاتن (نيويورك)، كان حدّي مدير عام مصرف كبير قال لي إنه يركن سيارته يومياً في موقف عمومي ويكمل بالمترو الى مكتبه لثلاثة أسباب: تخفيف الازدحام على مداخل نيويورك، تخفيف التلوث في جو نيويورك، وتخفيف حرق الأعصاب في ازدحام السير وازدياد التلوث.
قبل سنواتٍ، أصدرت الحكومة اللبنانية قراراً بالسير يوماً للمفرد ويوماً للمزدَوِج في أرقام السيارات. وساعد ذلك على التخفيف من أزمة السير.
وفي غياب النقل العام النظيف المضبوط الوقت عندنا، يبقى حل المفرد والمزدَوِج أفضل طريقة لتخفيف قهر الأعصاب على طرقاتٍ باتت كاراجاً متحركاً للسيارات في شوارع عندنا يعود تَخطيطُ معظمها الى أيام عربات الخيل في القرن الثامن عشر.