هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

735: حين ينطفُ العِلمُ عن عَظَمَة بعلبك

الحلقة 735 : حين يَنطُقُ العِلْمُ عن عَظَمَة بعلبك
(لـيوم الأربعاء 10 أيلول 2008)

بينما يتناطحُ الباقون حردانين من “بيت بو سياسة”، فلا يُعجبهم عجب ولا يَرضَون إلاّ بِما يَخدُم مَصالِحَهم الشخصية والانتخابية والأزلامية التي تُحافظ لَهم على تبَعيّة مَحاسيبهم وقطعانِهم العمياء، يُطلُّ العلْم مرةً أخرى ليُكَرّس مَجدَ لبنان وعراقتَه وبروزَه في هَيْبَة التاريخ على الصفحة الأُولى من كتاب التاريخ.
فها هي بعلبك (بعلبكُّنا المجيدة الرائعة العراقة والجمال) تطلُّ من بوابة العلْم لتتكرّسَ مرة أخرى عنواناً لنا في تاريخ العالم.
وها مَجلّة “بعل” (نشرةُ الآثار والعمارة في لبنان) توازياً مع صدور عددها الدوريّ العاشر، تُصدر عددها الخاص الرابع غيرَ الدوري بعنوان “هيليوپوليس/بعلبك: نتائج الدراسات الأثرية والمعمارية” وتُخصصه لوقائع المؤتمر الألماني اللبناني الذي انعقد في برلين في 8 و9 كانون الأول2006 في موضوع “التطوُّر المديني لِهيليوپوليس/بعلبك”، وكان المؤتَمَر برئاسة الباحثة الأكاديمية الألمانية العالمية مارغريت ڤان إِسّْ.
وفي هذا العدد الهامّ جداً، نصوصُ الدراسات التي أجراها في بعلبك فريق البعثة الألمانية اللبنانية (من ثلاثين عالِماً أثرياً وتاريخياً كلٌّ في نطاق اختصاصه الأثري والتاريخي) إنفاذاً لبروتوكول التعاون الذي تَمّ في برلين سنة1996 بين مركز الدراسات الأثرية في برلين والمديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة اللبنانية. وكان فاتحةَ هذا البروتوكول افتتاحُ متحف موقع بعلبك (في الأروقة تحت الأرض) بعد تأهيله وكشْف تاريخ المدينة والأهمية المعمارية لِمُجَمَّع هياكل هيليوپوليس، ما أظهر مراحل التاريخ القديم وُصولاً الى الحملة العلمية التي أطلقها في بعلبك الأمبراطور الألماني غيوم الثاني في مطلع القرن العشرين.
هذا المشروعُ البحثيّ الأثري الضخم، ما كان يُمكن إنْجازه بِهذا الشكل العلمي الدقيق المفصل، لولا دعمُ مؤسسةِ البحوث الألمانية، ومركزِ الآثار الألماني في برلين، وجامعة برانْدْبُرغ التقنية، وتسهيل المديرية العامة للآثار في لبنان.
دراسات العدد، الناتجةُ عن ندوات المؤتمر، تتمحور حول خمسة أهداف رئيسية:
1) الأبحاث التاريخية (منذ الفترة الرومانية حتى القرن العشرين)،
2) الإشكاليات العلميّة، وأساليبُ حلِّها لكشف تطوُّر المدينة الأثرية، وتحليلُ علاقتها بِمُحيطها الجغرافي وبِالْمُجَمَّع الديني الذي في الموقع الأثري والهياكل،
3) توپوغرافيا بعلبك القديمة، وكيفية جرّ المياه إليها من رأْس العين والقرى المجاورة،
4) تطوُّرُ بعلبك التاريخي كما كَشَفتْهُ نتائجُ دراساتٍ حول حرم بَهو معبد جوپيتر، دلّت على أنّ الموقع يعود الى الألف الثامن قبل الميلاد،
5) خصائص المدينة التاريخية وهياكلِ الْمُجَمَّع الديني ومراحلِ بنائها وتطوّرها،
ثُمّ خلاصةٌ عامة عن علاقة بعلبك بالمدن التاريخية الأُخرى والطرق التي تربطها بها.
كنتُ أتمنى لو ان الوقت، في هذا البرنامج، يتيحُ إعطاءَ تفاصيلَ أكثر عن العدد والكنوز البعلبكية الرائعة التي فيه. لكنّني أدعو بإلْحاحٍ مَن يَهُمُّه هذا الأمر أن يتّصل بِمكاتب مديرية الآثار في المتحف الوطني، ليحصل على هذا العدد من مَجلة “بعل” العلْمية الراقية التي تُبرزُ وجهَ لبنان في التاريخ فيظهر أيضاً وأيضاً أنّ لبنان عنوانٌ رئيسٌ على الصفحة الأُولى من كتاب التاريخ.
بلى… بلى… “يا زغيَّر ووسْع الدني يا وطني”.