هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

712: يا بونا يعقوب، صلّ كي يغفر لنا لبنان

الحلقة 712: يا بونا يعقوب، صلّ كي يغفر لنا لبنان
الأحد 22 حزيران 2008

لأن بيننا مَن لَم يؤْمن بِما به آمنتَ، ولأجله عشتَ وعملت، نتوبُ إلى تقواك.
لأننا فقدنا إيماننا بالأشخاص وأعمالهم، نفتقد شخصك، ونتمثّل بأعمالك كي نشعر كم نَحن مقصّرون في عطائنا للبنان وللإنسان في لبنان.
لأننا لم نعرف كيف نُحافظ على وطننا من الكَتَبَة والفرّيسيين وتُجّار الهيكل، نتوب إلى كتاب صلواتك، نَفتَحُه شهقةً شهقة، نتنشَّق منه بَخور القداسة كي نتطهر من آثامنا الوطنية والإنسانية، ونتشبه بتقواك القديسة لعلنا ننجو من جهنم ما ارتكبنا بَحقّ وطننا الغالي.
لأن بيننا ديوكاً وطواويس دونكيشوتيين، حاربوا طواحين الهواء، ولم يقرأوا في سيرتك التواضع والدعة ونذر الفقر ومَحبّة الغير، سقطوا في الكيدية والشخصانية والأنانية.
لأننا سلمنا مصيرنا إلى وجوه الشر والخطيئة وأقنعة الزيف، فصدّقناهم واشترينا وبعنا بِهم لبنان، وغفلنا عن وجهك الحقيقي الذي تعلو به إلى الله، بِجبهتك النقية ونظرتك الرضية، احترقنا بنار شهوتنا إلى الشر ولم نستحق فردوس نعماك إلى الضمير الحي.
يا طوباويّنا الجديد،
على طريق القداسة تَمشي اليوم من طوباويتك، فافتح لنا هَدْيَ الطريق على نورانيةِ أن نرى لبنان، ونُحِبّ لبنان، ونتمسّك بلبنان، وطناً واحداً، أوحدَ، وحيداً، لا إلاّه… لا إلاّه… لا إلاّه.
من بيتكَ العتيق في غزير، إلى كل بيت دخلْتَه أو بَنَيْتَه او كَرّسْتَه بطهارتك البتول، أُدخُل بيوتنا بلبنانيتكَ التي لم تفرّق يوماً بين أحمد وسَماح ومارون، بل كان لبنانُكَ مسبحةً واحدة من الصلاة، لا فصل بين حبوبِها ولا بين صلواتِها الضارعة إلى الرحمن الرحيم.
كانت جدّتي في الضيعة تُسَمّيك الـ”بادري يعقوب”، وتقول لي في طفولتي: “هالراهب، يا ستي، رح يكون قديس”.
واليوم، غابَت جدّتي إلى الأبد، وغبْتَ أنت بِجسدك إلى الأبد، لِتُشْرِقَ علينا بنورانيتك الطَّهُور، طوباوياً لا يغيب، وغداً قديساً جديداً للبنان يتمجَّد به لبنان، فيتحقَّق حدس جدتي.
يا بونا يعقوب: من تلّة عنايا شربل، إلى وادي جربتا رفقة، إلى علوة كفيفان الحرديني، إلى التلال التي اختَرْتَها لتُنُشئ عليها واحاتكَ النورانية، يكتملُ بك المربَّع الروحاني اللبناني، فيتَرَبَّع لبنان بكم وطناً للحب والسلام.
صَلِّ لنا يا “بونا يعقوب”.
صَلِّ لنا كي نَستَحِقَّ لبنان، والسلام في لبنان، فيسْتَحِقَّنا وطنٌ عذّبناه، وصلَبناه وطعنَّاه بِحراب العقوق، وسقَيناه بالإسفنج المشْبَع من خَلِّ الخيانة، وما زال يغفر لنا.
فَلْنَستحقّ مغفرتَه، بِجاه صلواتكَ من طوباويتك العَذُوب، يا طوباويَّنا الجديد، يا “بونا يعقوب”.