هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

694: متى في لبنان مَنْعُ التدخين في الأماكن العامة؟

الحلقة 694: متى في لبنان مَنْعُ التدخين في الأماكن العامة؟
الأربعاء 16 نيسان 2008

شكراً للباحث الأميركي الدكتور غريغوري كونيلّي على مُحاضرته قبل يومين في بيروت بعنوان “هل لبنان مستعدٌّ لِمكافحة التدخين؟ دروسٌ من تَجارب الآخرين” بدعوةٍ من معهد عصام فارس للشؤون الدولية في الجامعة الأميركية وفريقِ باحثين في مكافحة التدخين. ومن أبرز ما جاء في الْمُحاضرة أنّ “150 ألف طفل لبناني قد يموتون، قبل سنّ بلوغهم، إذا لم تَمنع السلطاتُ اللبنانية التدخينَ في الأماكن العامة”. وكان بين الحضور وزير الصحة الدكتور محمد خليفة وأكاديميون وأطباء وناشطون اجتماعيون، وأعلن الوزير أن وزارة الصحة تدعم هذه الحملة. وذكَرَ الْمُحاضر أنَّ كثيرين في الولايات المتحدة عند مطلع السبعينات شكّكوا بفعالية الحملة الإعلامية والتشريعية لِمنع التدخين في الأماكن العامة، لكنّ الحملة نجحت في الحثِّ على الإقلاع عن التدخين، خصوصاً عند زيادة الضريبة على سعر علب السجائر، واستعمال خمسة سنتات من تلك الضريبة لصالح الحملة الإعلامية ضدّ التدخين. وختم كونيلّي مُحاضرته بِخجله وصدمته لرؤيته في لبنان لوحاتٍ إعلانيةً كبيرةً للسجائر الأميركية، فيما هذه الإعلانات نفسُها مَحظورة في الولايات المتحدة نفسها”.
وفي ظاهرةٍ أخرى قبل يومين كذلك، لفتَتْنا ندوةٌ علْمية دعا إليها “تَجَمُّع أُمّ النور” برعاية وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية، في موضوع “دور المدرسة في تعزيز الوقاية من المخدِّرات”، وركّزَت على دور الأهل والمدرسة معاً في الوقاية، وصدرَت عنها إحدى عشرة توصية، بينها: “تعميمُ الأنشطة اللاَّصفيَّة للتوعية، والعملُ على تطبيق القوانين والأنظمة الداخلية في المدارس لِمنع التدخين داخل المؤسسات التربوية”.
في أُسبوعٍ واحد، دعوتان في لبنان، كما في الدول المتحضِّرة، الى منع التدخين حتى في الأماكن العامة، بعدما ثَـبُتَ علْمياً أثرُ التدخين القاتل المتوحّش لا على الْمُدَخِّن وحسْب، بل على غير الْمدخّنين مِمّن يتنشَّقون دخان الْمدخِّنين فيؤْذيهم النيكوتين ولو كانوا غير مدخِّنين.
أيضاً وأيضاً، نقولُها ونكرِّر: لسنا نُهاجم الْمدخِّنين ولا نعارِضُهم ولا نؤذيهم، بل نعارض أنهم – بإرسال الدخان من أفواههم ومناخيرهم – يؤْذُون غيرَ الْمدخِّنين، فلا يقتصر الأذى والضَّررُ والموتُ على مَن يدخِّنون وحسب، بل على جميع الجالسين في مَجلس المدخنين، وهنا الوقاحة التي ينتشر ضررُها من السيجارة على مَن لا يدخِّنون.
من هنا دعوتُنا الى زيادة الحملات الإعلامية والتشريعية والتربوية في لبنان ضدّ التدخين، وخصوصاً عندما يـبلغ لبنان مستوى الدول الحضارية بِمنع التدخين، حتى في الأماكن العامة.