هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

665: تشترون أزلاماً ومَحاسيب، ولا تشترون الشرف!!!

الحلقة 665: تشترون أزلاماً ومَحاسيب، ولا تشترون الشرف !!!
(الأربعاء 2 كانون الثاني 2008)

صباح أمس الثلثاء، في اليوم الأول من هذا العام الجديد، جاءتني رسالةٌ بالبريد الإلكتروني، تَحمل مَثَلاً صينياً طويلاً بليغ التعبير (كمعظم الأمثال الصينية) وهذا هو: “بالمال يمكن أن تشتري بيتاً لا وطناً، أن تشتري ساعةَ يد لا وقتاً، أن تشتري سريراً مريحاً لا نوماً هنيئاً، أن تشتري كتاباً لا معرفة، أن تشتري استشارة طبيب لا صحة، أن تشتري منصباً لا احتراماً، وأن تشتري كميةَ دمٍ لا حياةً”.
ومن بلاغة هذا المثَل الصيني، إلى إسقاطه على ما يجري عندنا اليوم في لبنان من سلطةٍ مالية أو تأثيرية أو تَخديرية أو عنترية تشتري أزلاماً ومَحاسيب وقطعاناً من التهييصيّين والتعييشيّين واليافطاتيّين والمظاهراتيّين والمعليشيّين واليوضاسيّين والكيديّين والمنساقين عميانياً إلى الخُطَب والتصاريح السياسية.
من بلاغة هذا المثَل الصيني إلى إسقاطه على جمعٍ غيرِ قليلٍ من السياسيين في لبنان، ينطبق عليهم هذا المثَل الصيني الذي يُمكن أن نُكملَه، في السياق نفسه، لنقول لبعض السياسيين في لبنان:
يُمكنكم أن تشتروا شعبيةً كبيرة، لكنكم لن تشتروا شرف الوطن.
يُمكنكم أن تشتروا جماهير غفيرة تمشي وراءكم عميانياً، لكنكم لن تشتروا ثقة الوطن.
يُمكنكم أن تشتروا غرائز محاسيبكم لكنكم لن تشتروا كرامة الوطن.
يُمكنكم أن تشتروا ولاء ناس يصرخون تحت نوافذكم “بالروح بالدم…”، لكنكم لن تشتروا ولاء الوطن.
يُمكنكم أن تشتروا أصوات ناخبين، لكنكم لن تشتروا وفاءهم حين يَعُون ما قُدْتُموهم إليه وما أوصلتُم إليه الوطن.
بلى: يُمكنكم بِخطَبِكُم وتصاريحكم وأموالكم (أو ما يعادل أموالكم من وسائل) أن تقودوا أزلامكم (الذين نأمل أن يتضاءلوا مع انكشاف فضيحة انتماءاتكم وولاءاتكم)، لكنّ أزلامكم هؤلاء ليسوا كل الشعب، وتالياً لن تشتروا شرف الشعب اللبناني، وثقة الشعب اللبناني، وكرامة الشعب اللبناني.
إن الشعب اللبناني اليوم، كرةُ ثلجٍ تكبَر في ظلمتكم (بعلمِكم أو بدون علمكم) تكبَر فيما تتدحرج صوب الفجر.
مع هذا العام الجديد ، نقول لكم إنّ الفجر لا بُدّ آتٍ، وستُشرق شمسُ أنّ المنقذ الوحيد للبنان هو شعب لبنان اللبناني، المستقلّ القرار، المحترِم دول الجوار والمنطقة والعالم، المتعاطي مع دول الجوار والمنطقة والعالم، على قاعدة النِدِّيَّة والاحترام المتبادَل، فلن يَحترمَنا العالَم وفي بلادنا سياسيُّون مستسلمون إلى هنا، أو مستزلِمُون إلى هناك، أو مُفَوْتِرُونَ مواقِفَهم إلى هنالك.
إن الضّرر الذي أحدثْتُموه للبنان (للناس المؤمنين بكم والكانوا مؤمنين بكم) ضررٌ بالغٌ لا يُغْتفَر.
وما ذَرَرْتُمُوه من جراثيم سياسية قاتلة، لن تطهّرَها كلماتُكم، ولا مواقفُكم، ولا تصاريحُكم.
ولو اشتريتُم جميع مواد التنظيف وسوائل التطهير في الدنيا، فلن تستطيعوا أن تنظّفوا وراءكم هذا الاهتراء السياسي والاقتصادي والنفسي والمعنوي الذي نَـكَـبْـتُـمُـونا به وَنَـكَـبْـتُـم به لبنان.
وكلّ عام، ولبنان – بدونكم – لبنانِيٌّ أكثر.