هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

600: والتأموا جميعاً من أجل لبنان

الحلقة 600 : والتأموا جميعاً من أجل لبنان
(الأحد 20 أيار 2007)

كنتُ أتوقّع أن أشهد، هنا في واشنطن،كوكبةً من اللبنانيين التأموا في الاحتفال الكبير لإطلاق حركة “من أجل لبنان” التي أسستها نُخبة لبنانيين في واشنطن وترأسها الشاعرة اللبنانية الأميركية مي الريحاني.
لكنّ الذي زاد من فرحي وغبطتي: التقائي معظمَ أعضاء الحركة، وعددُهم حتى اليوم ثلاثون، على النظر إلى القضية اللبنانية من وُجهة واحدة موحّدة، لا انفصام فيها ولا فئويات ولا مذهبيات ولا اصطفافات وراء أحد من السياسيين الذين في لبنان جزّأُوا معظم الشعب اللبناني المقيم وفرّقوه وقسّموه أزلاماً لهذا أو ذاك أو ذلك، ومَحاسيب وقطعاناً عميانيي الاستزلام.
وجاء في بيان إنشاء هذه الحركة: “فيما يواجه لبنان اليوم أخطاراً خطيرةً تهدد استقلاله ووحدته، وجدنا واجباً علينا، نحن اللبنانيين المؤمنين بلبنان المستقبل، أن نبذل كلَّ جهد لتذكير العالم بأهمية لبنان في تأمين السلام والأمان لا في الشرق الأوسط وحسب بل أبعد منه وأوسع. فإنما بأصوات مفكّري لبنان وأدبائه وشعرائه، يصل صوت لبنان، وأبرزَ هذه الأصوات المسموعة في الشرق والغرب كان صوتا أمين الريحاني وجبران. إن رأس أهدافنا في حركة “من أجل لبنان” أن نعمل على: إنشاء برنامج التراث اللبناني الأميركي، تنظيم سلسلة مُحاضرات سنوية عن أمين الريحاني، ودعم برنامج كرسي جبران للقيَم والسلام في جامعة ميريلند. وعهدت الحركة إلى البروفسور سهيل بشروئي، من جامعة ميريلند، تنظيم العمل على تحقيق هذه الأهداف وإدارة تنفيذها”.
احتفال إطلاق هذه الحركة، بدعوة من “مركز أبحاث التراث” في جامعة ميريلند، ومن مجلس إدارة الحركة، جمع مساء الجمعة، أول أمس، في فندق “هايات بارك” (واشنطن) مئات اللبنانيين (من موجة الهجرة الأخيرة للسنوات الأخيرة) واللبنانيين الأميركيين المقيمين في واشنطن خصوصاً، والولايات المتحدة عُموماً، مِمّن لم يتأمركوا ابتعاداً عن لبنان والتصاقاً بمصالحهم هنا، بل لا يزالون يوجعهم لبنان ويهمّهم لبنان ويعملون، وهم هُنا في مهجرهم، من أجل لبنان.
وتُتَوِّج الدعوةَ إلى احتفال إطلاق حركة “من أجل لبنان” عبارتان لافتتان، الأُولى من أمين الريحاني جاء فيها: “بلادي بدأت تنطق. وأنا صوتها المختار، فإذا لم أستجب وأهرع إليها، سوف تَخرس إلى الأبد”، والعبارة الأُخرى من “نبيّ” جبران، جاء فيها: “التعلُّم هو القوة الوحيدة التي لا يستطيع سلبَها الطغاة. وحده الموت يستطيع إطفاء شعلة المعرفة المعطاة لكم. والثروة الحقيقية في البلاد ليست ما لديها من ذهب وفضّة، بل في تعلُّم أبنائها وفي استقامتهم”.
أمام هاتين العبارتين، تنطلق منهما في واشنطن، حركةُ “من أجل لبنان”، كم على جميع اللبنانيين المنتشرين في العالم كله أن يتكوكبوا معاً في البلدان التي استوطنوها، ويؤسِّسوا حركاتٍ مماثلةً تنطلق من لبنان الواحد الموحّد بكامل فئاته الاجتماعية وعائلاته الروحية، لأن هذا هو لبنان الحقيقي واحداً موحّداً، بعيداً عن اصطفافات الداخل السياسية، هذه التي جعلت قسْماً كبيراً من شعب لبنان قطعاناً عمياء يَجرها سياسيوهُ إلى مصالحهم هم لا إلى مستقبل لبنان.
كنتم معي في واشنطن، إليكم بيروت.