هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

465: لا تصدقوا أنكم لا تدخنون

الحلقة 465: لا تصدِّقوا أنكم لا تدخنون
(الأحد 22 كانون الثاني 2006)

تطمئنُّون إلى أنكم جالسون داخل المطعم في ناحية عدم التدخين، ولا تعرفون أنّ الدخان في جوّ المطعم المقفل لا يعرف الفصل بين ناحية التدخين وناحية عدم التدخين، وهو يتسلل إليكم فيتغلغل في ثيابكم وشعركم وحتى في رغيف الخبز أمامكم وصحون الطعام الذي تأكلون.
تطمئنون إلى أنكم موجودون إلى طاولة في السهرة ليس حولها مدخّنون، والى أن السيد ذا الكرش المنفوخ على الطاولة المقابلة يدخن سيجاره الغليظ بعيداً عنكم، وأنّ المدام حدّه تنفخ سيجارتها وهي تدير وجهها بعيداً عنكم. فدخان السيجار الغليظ والسيجارة النحيلة يتغلغل في ثيابكم وشعركم ورغيف الخبز أمامكم وصحون الطعام.
تطمئنون إلى أنكم تعودون آخر الليل من المطعم أو سهرة في بيت أحد الأصدقاء، تخلعون ثيابكم وأنتم مرتاحون إلى أنكم لا تدخنون. ولا تعرفون أن الدخان متغلغل في ثيابكم وينقله إلى الخزانة، ومتغلغل في ثيابكم الداخلية التي تذهبون بها إلى الفراش، وإذا خلعتموها قبل النوم فالدخان متغلغل في شعركم تُلْقونه على المخدة فتلتقط المخدة نيكوتين السهرة تتنشقونه طوال الليل وأنتم نائمون مطمئنين إلى أنكم لا تدخنون.
لا مفرّ لكم من سرطان الدخان يتغلغل في صدركم ورئاتكم وشعركم وثيابكم، تنقلونه معكم إلى مقاعد السيارة وخزانة ثيابكم وفراشكم النظيف، كلُّ هذا كي تنبسط المدام بتنفيخ سيجارتها، ويسبطرّ الخواجة على مقعده يدخن سيجاره الغليظ منشرحاً كاتفاً ساقاً على ساق، في غرفة مقفلة أو مطعم مقفل أو صالة مقفلة.وليست صدفةً أنّ الدول الراقية منعت التدخين كلياً في الأماكن المقفلة، من دون مراعاة سيجارة المدام وسيجار الخواجة الغليظ.
لا تصدّقوا أنكم لا تدخّنون، فكلما نفخ أحدهم سيجارة أو سيجاراً في جو صالة مقفلة، نقل سموم دخانه إلى صدركم ورئتكم والخبز وصحون الأكل أمامكم والى ثيابكم وثيابكم الداخلية والى شعركم وآخر ذرة من جسدكم الذي تظنُّونه نظيفاً من الدخان.
وكل سهرة انشراح، وأنتم مرشحون للموت بسرطان دخان الآخرين.