هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

464: … وكذلك سائر الطرقات الرئيسية

الحلقة 464: … وكذلك سائر الطرقات الرئيسية
(الأربعاء 18 كانون الثاني 2006)

بعد حلقة الأحد الماضي من “نقطة عَ الحرف” عن الآبار والدهاليز والأفخاخ القاتلة على أوتوستراد جونيه بيروت، تلقيتُ عدداً من الاتصالات الهاتفية أو الإلكترونية يؤكد أَصحابُها على انتشار وباء الدهاليز والآبار على معظم الطرقات الرئيسية في لبنان، من أَقصى شماله إلى أقصى الجنوب، شاكين ما يعانونه كل يوم من عذاب لهم ولسياراتهم على طرقات لا يخلو فيها كيلومتر واحد من مطبٍّ أو حفرة أو ريغار مفتوح أو ترقيعات تلالية أو تشققاتٍ غاب عنها الزفت من زمان ولا من يسأل ولا يعيد الزفت إلى الطريق في هذا الزمن الزفت.
وأجمع أصحاب تلك الاتصالات على أن أكثر ما يُغضِب في هذا الأمر كونُ الأجوبة عن تلك التساؤلات تتوحَّد في أنّ البلد مشلول والدوائر فيه واقفة متوقفة موقوفة، لا من يتابع ولا يهتمّ، بانتظار ما سيستجدّ.
مرةً أخرى ينفعل المواطنون أمام هذه الإجابات: فما علاقة تزفيت الطرقات أو صيانتها أو متابعة صيانتها المستمرة بكل ما يجري على المستوى السياسي أو الأمني؟ هذا أمر إداري بحت، يستلزم قراراً إدارياً، مربوطاً بميزانية موجودةٍ أصلاً لشراء الزفت والقيام بعمليات التزفيت. فما مبرر ترك هذه الطرقات الرئيسية سائبةً لحفرها ودهاليزها ومطباتها وتشققاتها وترقيعاتها التي تجعل طرقاتنا الرئيسية في البلاد كأنها في صحراءَ نائيةٍ قاحلة سائبة متروكة لا سير عليها كي يهتم بها المسؤولون. ولو اننا نتحدث عن طرقات فرعية في راس الجرد، لكان الأمر ثانوياً لا يتطلب مثلَ هذه الحملة، لكننا نقصد الشريان الرئيسي للطرقات في لبنان، وهو المسمى أو المحسوب علينا أوتوستراد فيما هو ليس سوى مسافاتٍ من الحفر المتتالية لتكسير السيارات والتسبب بحوادث معظمها قاتل.
وما مبرر أن نرى مسافاتٍ قليلةً من هذا الأوتوستراد مزفّتةً مصانة بخطوطها البيضاء والصفراء ولا تكون جميع طرقاتنا الرئيسية بهذا التزفيت وهذه الخطوط وهذه الصيانة؟
طرقاتنا واجهة البلاد وشريان النبض لوقت المواطنين، وإهمالُها يعني تشويهَ واجهة البلاد وخنقَ النبض في وقت مواطنين يصرفون وقتهم على العذاب والخطر.
من هنا يبدأُ الغضب غير المحسوب، والبقية تأتي.