هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

439: لبنان أولاً: بين الاستعلام للداخل والاستزلام للخارج

الحلقة 439: لبنان أوَّلاً: بين الاستعلام للداخل والاستزلام للخارج
(الخميس 27 تشرين الأول 2005)

للّذين تنقِّزُهم عبارة “لبنان أولاً” ظناً منهم أنها دعوة إلى إقفال منافذنا والانغلاق، نطمئنُهم أننا أولاً دعاة انفتاح على الأقربين والأبعدين، وملحمة الاغتراب اللبناني شاهدةٌ ناصعة على انفتاح اللبنانيين وسع أرجاء العالم.
لا لن نقفل منافذنا ولا أبوابنا، إنما فلنرتّب بيتنا الداخلي بعدما فتحنا أبوابنا ونوافذنا فأصبحنا مشرّعي النوافذ والأبواب ووقف نفر منّا على أبواب سوانا ودخل نفرٌ آخَرُ من شبابيك سوانا فضاعت كينونية الهوية بانتماءات للبعض هنا وهناك وهنالك فخسروا انتماءهم اللبناني ولم يقبلهم جُزءاً منه انتماؤُهم الخارجي، فصاروا في اللامكان.
“لبنان أولاً” ستُزعج كثيرين في الداخل تعوّدوا أن ينتموا أو ينتسبوا أو يستسلموا أو يستزلموا لخارج لبنان، وستزعج كثيرين في الخارج حين يشعرون بصلابة ترتيبنا بيتَنا الداخلي سيتهيّبون أن يخترقوا نفراً منا أو أن يتدخّلوا في شؤوننا وحكمنا وأرضنا وشعبنا ووحدتنا، وخصوصاً في انتماءاتنا التي تكون توحّدت تحت لواء واحد موحد وحيد: لبنان أولاً لا قبله قبل ولا بعده بعد ولا شريك معه، ولا شراكة لنا في أي انتماء آخر.
والمجتمع الدولي المعتاد أن ينتمي الشعب تلقائياً إلى وطنه هو وأرضه هو وكيانه هو، سيحترمنا ويتعاطى معنا بشكل مغاير حين يعرف أننا بدأنا عهداً جديداً من تاريخنا شعاره: “لبنان أولاً وأخيراً وبين بين”.