هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

428: رأيت في تونس

الحلقة 428: رأيتُ في تونس
(الأربعاء 12 تشرين الأول 2005)

سائق التاكسي من مطار تونس إلى الفندق في الساعة المتأخرة من الليل توقَّف عند تقاطعٍ ثانوي حيث لافتة “ستوب” حمراء لا هي إشارة مرور كهربائية ولا هي إشارة ضوئية.
تطلّعت يمنةً ويسرةً فلم أرَ سيارات. قلتُها للسائق فأجاب بحزم: “قانون السير ينص أن نقف عند لافتة “ستوب” ثلاثين ثانية كي نؤمّن طريقنا. وعند الإشارة الكهربائية نمتثل للضوء الأحمر تلقائياً”. سألتُه عن عقوبة العبور على الضوء الأحمر فاستغرب لأن هذا لا يحصل. أصررتُ أن يجيبني فكرر أنّ هذا لا يحصل وإذا حصل تؤخذ رخصة القيادة وتُثقَب مرة فإذا تكررت المخالفة تُثقب ثانيةً وإذا تكررت ثالثة تسحب الرخصة نهائياً ويُمنع المخالف من القيادة ويعمم اسمه على المخافر ونقاط السير.
عندها لم أعُد أستغرب أنني طوال إقامتي في تونس الأسبوع الماضي لم أر في تونس من يقود سيارته بدون حزام الأمان، ولا من يتكلم بالهاتف الخلوي وهو يقود سيارته، وكم رأيت سياراتٍ متوقفةً إلى جانب الطريق يتحدث سائقوها بالخلوي حتى إذا انتهوا أكملوا طريقهم.
ورأيت في تونس سائقين يتوقفون عند إشارات الوقوف المسموح ولم أر سيارة متوقفة في مكان ممنوع.
ورأيتُ في تونس سيارات تسير ضمن السرعة المعلَن عنها، ولا تسير عكس السير، ولا تدخل في اتجاه ممنوع.
ورأيتُ في تونس رجال شرطة ساهرين ليلاً يقظين نهاراً وحازمين ليلاً نهاراً عند كل تقاطع وممر وطريق، وإذا غابوا فالرادار فعَّال وشغَّال وحاضر ليُنذرَ أول نقطة لشرطيي المرور فيوقفوا المُخالف.
ورأيتُ في تونس مواطنين يحترمون قانون السير لأنهم يعرفون أن رجال الشرطة لن يُميزوا بين مواطن عادي ومواطن مدعوم لأنه ابن بنت عمّ هذا النائب أو ذاك الوزير أو واحدٍ من “بيت بو سياسة”.
رأيتُ في تونس دولةً عندها هيبة الدولة.