هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

403: رسالة ثالثة من قمة حرمون

الحلقة 403: رسالة ثالثة من قمة حرمون
(الأربعاء 7 أيلول 2005)

عدا الطابع السياحي العام الذي عرضناه في حلقة أمس الثلثاء، ثمة هنا على جبل حرمون طابعُ سياحةٍ ثقافيةٍ عاليةٍ يعمل عليها “مُحترف راشيا للثقافة والفنون” لَخَّصه رئيسه الفنان شوقي دلال بوضع بَلاطاتٍ صخريةٍ واحدتُها من متر بِمترين، تُخَصَّصُ كلُّ صخرةٍ لشاعرٍ من لبنان تُحفرُ عليها أبياتٌ من شعره عن لبنان، ما يُتيحُ لزوَّار هذه الواحة الحرَمونية الفريدة، حين يتم تأهيلُها، أَن يصعِّدوا إليها بين بلاطات صخرية على الجبل تَحمل شعراً من لبنان، فيصبح الارتقاء إلى قمة حرمون مَحفوفاً بقصائدِ شعراء من لبنان تزيد من هيبة المكان المحفوف بصخورٍ طبيعيةٍ نَحتَها الثلج بأخاديدَ وأشكالٍ رائعة، وحتَّتَتْها الأمطار الهُوج على هذا العُلُوِّ الشاهق بأزاميلَ مائيةٍ هندستها بجمال نادر.
هذا المشروع الثقافي من مُحترف راشيا للثقافة والفنون، مضافةٌ إليه المكتبةُ العامة في بلديَّة راشيا، الحاضنةُ منذ سنة 2002 وبدعم وزارة الثقافة آلافَ الكُتُب، والمجهَّزةُ تقنياً وتكنولوجياً وإنترنِتياً وكومبيوتِرياً بأحدثِ الوسائل، والمُوَفِّرةُ خَدَماتٍ عاليةً ودوراتٍ تدريبيةً ببدلات زهيدة، إضافةً إلى سوق راشيا الأثري، وقلعةِ راشيا التاريخية، وتأهيلِ جبل حرمون كما مرّ في حلقة أمس الثلثاء، جميعُها تَجعل راشيا ومُحيطَها الجغرافيَّ واحةَ حياةٍ سياحيةً نادرةً وفريدةً، يعني نقطةَ جذْبٍ سياحيةً طبيعيةً وسياحيةً ثقافيةً ذاتَ مردود كبيرٍ للدولة واللبنانيين.
تبقى سياحةٌ فريدةٌ ونادرةٌ أُخرى في هذه الواحة، هي السياحة الدينية. نطلُّ عليها غداً، فإلى حلقة الغد.