هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

399: مكتبة أنطون غطاس كرم في جزين

الحلقة 399: مكتبة أنطون غطاس كرم في جزين
(الخميس 1 أيلول 2005)

هنيئاً لكبيرنا أنطون غطاس كرم تأسيس مكتبة عامة على اسمه في بلدية بلدته جزين، في سياق الاحتفالات بمرور ربع قرن على غيابه، وكنا شهدنا قبل أسابيع صدور مجموعته الكاملة في ستة أجزاء أنيقة عن “دار النهار”.
وهنيئاً لِجزين كرّمت ابنها اللبناني الكبير ببادرة على مستوى فكره وأدبه وحجمه الأدبي العالي، ولأبناء جزين توفُّرُ مكتبةٍ لهم من عشرة آلاف كتاب بالعربية والانكليزية والفرنسية، بدعم من وزارة الثقافة التي يُضمر لها وزيرها الحالي د. طارق متري تحقيقَ مشاريعَ تليق بالثقافة وامتدادها التثقيفي والإبداعي على مساحة الوطن.
والشكر لكل من ساهم وتبرع بالكتب من مكتبته أو دار نشره أو المتوافر في مطاله، حتى تكون هذه المكتبة العامة في جزين نواة واحة ثقافية تعيد إلى جزين حضورها الأدبي والثقافي والسياحي الرائع الذي عكّرته سنوات الجمر.
ويكفي أن يقول رئيس بلدية جزين سعيد أبو عقل خلال الافتتاح: “في دمنا اشتعال من شموس دمه، وفي حبرنا ومض من بروق دواته” ليكون أنطون غطاس كرم هانئاً بوفاء أبناء بلدته لغيابه النابض فيهم.
فما أحوجنا إلى التمثُّل ببلدية جزين، فتنهضُ كل بلدية إلى مكتبة عامة تحمل اسم مبدعٍ من أبناء البلدة، لا وفاءً له فقط بل تخليداً لاسمه على شفاه أبناء جيلنا الجديد كي يلهجوا باسم مبدع من بلدتهم فيشعروا أنهم ينتمون إلى كبير مبدعٍ خالد لا إلى سياسي المنطقة، ويكبَروا على الانتماء إلى لبنان الثقافة والمبدعين لا على لبنان الاصطفافات السياسية، وليبادرْ أبناء المبدعين أنفسُهم إلى تغذية هذه المكتبات العامة على أسماء آبائهم، كي يكون لهم، كما كان للدكتور شادي أنطون غطاس كرم، أن يعتَزّ بوالده الكبير منارةً دائمةَ الإشعاع من منارات لبنان العالية.