الحلقة 395 – إعفاء الدراجات النارية من قانون السير
(الجمعة 26 آب 2005)
من يرى الدراجات النارية تَجول كالدبابير بين الناس بكل صلافة ووقاحة وقلة تهذيب، يتأكّد أنها معفاة من قانون السير.
ومن يرى الدراجين يمرون بسرعة مجنونة بين السيارات راعدين، رعديدين بكل أذى، في ساعات الليل الهادئة يقلقون النائمين، ويُخيفون ركاب السيارات، يتأكد أنهم لا يطالهم القانون.
ومن يرى الدراجين يتأفعنون بين صفوف السيارات الواقفة فلا يحترمون أولوية وقوف ولا أولوية مرور، يتأكد أنهم لا يطالهم القانون.
ومن يرى الدراجين يجتازون التقاطع على الضوء الأحمر فيما السيارات واقفة، فيشكلون خطر الصدم من سيارات مقابلة سمح لها البوليس بالتحرك ولا يتحرك البوليس فيوقف الدراجين، يتأكد أنهم لا يطالهم القانون.
ومن يرى الدراجين يمرون بسرعة مجنونة تحت أنف البوليس ولا يخافون البوليس، ويعبرون أمام عيني البوليس غير معتمرين القبّعة الحديدية الواقية على رؤوسهم ولا يوقفهم البوليس، يتأكد أنهم لا يطالهم القانون.
ومن يرى الدراجين يقودون بسرعة مجنونة على الطرقات العامة ويتباهون برفع الدراجة على دولابها الخلفي مشكّلين خطر انزلاقهم أو انقلابهم بين السيارات المحيطة والتسبب بكارثة لهم ولسواهم، يتأكد أنهم لا يطالهم القانون.
ولكثرة ما هؤلاء فالتون من كل قيد ونظام وحزم رجال شرطة السير، لا نعود نفكّر بأنهم لا يطالهم القانون، أو خارجون على القانون، بل – بكل بساطة – أنهم معفَون من القانون. وما أتعس أن يشعر المواطنون أن هؤلاء الزعران الوقحين لا يطالهم القانون… يعني… لا تطالهم… هيبة الدولة.