هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

383: لبنان وطن الحضارة لا ساحة لصراع الديوك

الحلقة 383: لبنان وطنُ الحضارة لا ساحةٌ لصراع الديوك
(الأربعاء 10 آب 2005)

شُكراً وتَحيَّةً للمواطن أ.أ.ج. الذي اتّصل فوراً بعد حلقة أمس الثلثاء، راوياً أنه يُجَوِّل ابنته جمانة في مناطق لبنان السياحية والأثرية ومستفسراً أكثرَ عن موضوعِ حلقة أول أمس الاثنين عن دخولِ لبنان ذاكرةَ العالم عبر دراستَي الدكتور ابرهيم كوكباني “لوحات نهر الكلب الأثرية” و”تطوُّر الأبْجدية الفينيقية” اللتين قدّمتْهُما إلى منظمة اليونسكو اللجنةُ الوطنية اللبنانية لذاكرة العالم، المنبثقةُ عن اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو.
حبّذا لو يتمثّل آباء لبنان بِهذا الوالد المواطن الصالِح، فيُطْلِعون هذا الصيف أولادهم على معالِمَ من لبنان لا يقرأونها في كتب المدرسة، ولا يتيحُها لهم منهجم الدراسي، ولا يطْلِعهم عليها المعلمون في الصف، ولا تبادر إدارة المدرسة إلى تعريفهم عليها في النشاطات اللاصفية.
والأمر مُلِحٌّ حقاً في هذه المرحلة المفصَلية من مسيرة لبنان الإقليمية والدولية، أن يعي أبناؤُه أهميته فتتغيَّرَ نِظرتُهم إليه تعلُّقاً به ودفاعاً عنه كـ”وطن” للحضارة لا كساحة لصراع الديوك بين فصائل سياسييه من كل اتّجاه.
صحيحٌ أننا نريد لأبنائنا أن تكون لهم ثقافة عامة، ولكنّنا نأبى أن يعرف أولادُنا عُلُوَّ جبال الألب وطول نهر الأمازون وتاريْخ الثورة الفرنسية، ولا يعرفوا مغارةَ جعيتا وبُحيرةَ القرعون وهياكلَ بعلبك ومنقوشاتِ نهر الكلب وتاريْخَ صيدا وصور اللتين، بِحسب بول موران، “كانتا ذات يوم كلَّ تاريخ العالم”، والأبْجديةَ الفينيقيةَ بنتَ وطنهم، التي قال عنها مؤرخ الحضارة ويل دْيُورِنت إنها كانت “أجمل هدية أهداها الإنسان للإنسان”.